الجمعة، 25 مارس 2011

مقال - لينتفض الغزاويون

لينتفض الغزاويون  ..!!
باسم ابوسمية
يكاد  ضجيج  الثورات العربية الاتي من الشرفات القريبة ان يدق ابواب قطاع غزة   ليقول  لاقطاب  حماس والحكومة المقالة  انهم امام احد خيارين  فاما انهاء الانقسام اليوم وليس غدا واما السقوط امام زحف  الجماهير لتغيير نظام الحكم القائم هناك ، وعليهم النظر بعين الجدية الى  في ما يدور بجوارهم العربي قبل فوات الاوان ، الا يدرك الغيارى على مستقبل القضية الفلسطينية وما يحيق بها من مخاطر  أن التغيير في المنطقة العربية  سيضرب ان عاجلا او آجلا كل المنطقة  مثل التسونامي ، وعندها لن  يستطيع  احد  منعه او الوقوف في وجهه  .

  ليعلم القاعدون في خلواتهم ان المسؤول عن تجاهل مطالب الشباب بانهاء الانقسام سواء كانوا مسؤولي فصائل  او قادة سياسيون  سيدفعون  الثمن ،  هذا ما تقوله تطورات الاوضاع  وتضييق الخناق الاقتصادي والانساني فالوضع السياسي يسوء يوما بعد يوم  والمعيشي والاقتصادي يتدهوران ويضيق حبل الفقر والعوز على اعناق ابناء القطاع شيئا فشيئا  الا ما يجود  به المهربون  الصغار من انفاق الكبار ،  فليس من المقبول  استمرار هذا الحال الى مالا نهاية  ، فطبخة غزة يجب ان توضع فوق نار ساخنة لتسريع الحل ، ولا يمكن لقادة الفصائل الفلسطينينية مواصلة دفن رؤوسهم في الرمال  ، فالقطاع مشلول  نتيجة الحصار والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة  ، ولا يجوز ان يبقى  مرهونا بالتصريحات  الحامية ولا يمكن للجدل ان يظل بيزنطيا وسفساطئيا في بلد معاق اقتصاديا يقتات على  الفتات  بينما يواصل القادة  المنتشون التشدق بالصمود والتصدي لارضاء  غرورهم بغض النظر عن النتائج .

ومنذ انقلاب حزيران  قبل اربع سنوات فان قطاع غزة  يعيش في حالة انعدام توازن وفراغ من كل نوع  وهناك تراجع في السياسة  وفي الحكم  وفي المؤسسات  وفي الاقتصاد  ، ويغيب الاهتمام الرسمي باحوال الناس واحتياجاتهم وهمومهم ،  وينسون ان استمرار الاوضاع على هذا النحو من شانه ان يحقن  النفوس بالمزيد من الأحقاد والضغائن ويعزز الفرقة والتشتت .

ليس المقصود كيل الاتهامات عشوائيّاً أو انتقائياً ،  فكل العالم من غزة الى البرازيل واستونيا يعلم ان اهالي القطاع  ينوؤون منذ سنوات طويلة تحت احمال ثقيلة من المعاناة بكل اشكالها  كالفقر والبطالة وفقدان الوظائف وتحكم فصيل واحد بمقدرات الناس وحياتهم  وهناك خنق اقتصادي وحصار  وحرمان الناس من التحرك ، وفوق كل ذلك ممارسة اجهزة حماس سلطتهم القمعية  على الناس وعلى ممتلكاتهم وعلى الاماكن الذي يستنشقون فيه الهواء  فتمنع مقاهي الانترنت والاختلاط واقامة الافراح والليالي الملاح  وتحظر الفنون والرسم والاناشيد الوطنية ورفع الاعلام الفلسطينية  والاحتفال  بالمناسبات الوطنية ، بما في ذلك احياء النكبة وانطلاقة الثورة الفلسطينية   وينسى قادة غزة  ان كل ذلك يتم وفي الدول المجاورة غليان شعبي  واحتجاجات جماهيرية تطالب برحيل انظمتها  ، فما الذي  يمنع وصول التغييرات والانتفاضات الى قطاع غزة  ، في اعتقدانا  لاشيء يمنع ،  فكلما  ضاقت حلقات القمع يزداد الاصرار على الثورة ويقترب فجر الحرية ، وما يحصل في عواصم كانت تعتقد انها عصية على الاحتجاج خير دليل ، ثم ان  المحرك الاساسي  للثورات الشعبية العربية  لم يكن سياسيا  فقط  بل فعلا شعبيا لتحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية.
ما نراه ونسمعه من حقن متواصل للاجواء مع كل يوم يمر ورفض حماس لمبادرة الرئيس انهاء الانقسام  يضع قيادة حماس  تحت مرمى الغضب الجماهيري الذي لا يرحم ، فلا يغرن الناس ما يقال من اراء غوغائية عن ان حماس هي صمام الامان في مواجهة المخططات الاسرائيلية ،  ولينظروا الى ما حصل في نظام القذافي والى ما يجري في سوريا ،  فاقوالهم  تعكس الأنانية المتناهية وتقود الى تعطيل الحياة  بكل اشكالها في قطاع  غزة من بابه الى محرابه .

اما اسباب اغماض الاعين وصم الاذان عن معاناة الغزاويين فهي واضحة  ومتصلة  باجندات وبرامج ايدلوجية ،  قبل ان تكون سياسية ، واقليمية قبل ان تكون محلية ،  ومرتبطة بقوى ذات مصالح استثمارية ومالية تفرض نفسها وارادتها وقرارها على اهالي  القطاع المغلوبين على امرهم  ، بدعم خارجي لاولياء الامر المفروضين على الناس بقوة الانقلاب والانقسام ويستقوون على الاهالي   بالحصار الاسرائيلي .
 الا يعلمون ان الربيع العربي لم يزهر في فلسطين و في غزة  خصوصا  وهو ربيع ثورة شعوب  مقهورة في بلاد لم تستمتع منذ عقود طويلة  بمشهد الربيع الاخضر وزهوره وعصافيره  وحريته وسهوله الواسعة الرحبة  الممتدة بامتداد الافق ولا يتمتعون طقسه الجميل ، فلم يتح للناس ممارسة  حقهم الطبيعي في الديموقراطية وحرية التعبير وتحصيل لقمة عيشهم بكل هدوء وسكينة في اجواء آمنة ومستقرة  ،  فهذه الجماهير لم تحصل في حياتها على لقمة خبز بدون معاناة  وتضحيات ودماء  ، ولم تتنسم هواءا نقيا بسبب مجاري المستوطنين ، ونتيجة قطع الاشجار بالجرافات الاسرائيلية ، ولم تعرف الامن والاستقرار بسبب الانقلاب والانقسام  الذي امتد الى كل بيت وكل دار وكل زنقة  في غزة ورفح والشاطيء وجباليا  وخانيونس وغيرها .

لا بد من انتفاضة  غزاوية  تساندها وتشد ازرها تحركات جماهيرية ضفاوية ، ولا بدَّ من غضب شعبي يطيح بالمتزعمين والفاسدين الرافلين بعائدات انفاق التهريب وملايين التبييض الايراني  ، ولا بد من محاربة  انانية الحكام وشهواتهم الشخصية  ، فلم يعد في العالم  العربي الثائر على حكامه  بروجا مشيدة للحكام يمكن ان تكون حصينة وعصية  لى الاحتجاجات ، ولا يغرنكم الهدوء المتخفي وراء قسمات الوجوه المتبسمة  بينما تسيطر على النفوس مشاعر غضب مكبوت  .

وباختصار فالتغييرات التي تشهدها منطقة الجوار العربي  لن تبقي اي بلد في في مأمن  مهما ظنت انها بعيدة او بمنأى عما يجري ، بعكس الانطباع الذي  يشيعه البعض في غزة عن حصانة القطاع من الثورة الداخلية  بوصفه ام المقاومة  في مواجهة اسرائيل  ، فمطالب العيش الكريم والحرية والكرامة   والتحرر الوطني لن تمنعها  شعارات غوغائية ولا ترويجية او ترويعية  ، وويل يومئذ للذين  لم يقدموا لشعبهم  ما كان يتعين عليهم  تقديمه في الوقت المناسب حين يجدون انفسهم  في مأزق حقيقي ،  وليس بالقمع والتجويع  وكبت الحريات  تدوم الانظمة  بل ان تلك الممارسات تعجل من نهايتها ،  فلا احد يمكنه الوقوف في وجه الغضب الجماهيري  مهما بلغ من قوة ..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق