الخميس، 31 مارس 2011

يوميات - اسرائيل الاحادية

اسرائيل الاحادية..!!
باسم ابو سمية
 مرة اخرى يدخل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي نفق الحرب الدبلوماسية ، فقد عاد السجال السياسي بين الطرفين على مستقبل الدولة الفلسطينية ، فالسلطة قررت التوجه الى مجلس الامن للحصول على اعتراف بالدولة ، واسرائيل قررت محاربتها باجراءات احادية الجانب اذا ما صممت على الحصول على اعتراف دولي بدولة في حدود 1967 .
  طبعاً سيكون مطلوبا من اقطاب السلطة الفلسطينية الرئيس ابومازن ورئيس حكومته الحالي سلام فياض ومن حركة فتح والتنظيمات المواليه الترحيب والتمسك بالموقف الاوروبي وبسياسة الاسرة الدولية الداعمة للاعتراف المحتمل بالدولة ، وتجاهل تهديدات اسرائيل باتخاذ خطوات  احادية  تحول دون الاعتراف  .
,فعلا لقد هددت اسرائيل بخطوات لم تعلن عنها رسميا اذا واصلت السلطة سعيها للحصول على اعتراف من مجلس الامن بحدود الدولة المرتقبة ، وقد نقلت تهديداتها الى ثلاثين من سفاراتها في العالم على شكل برقيات تتضمن  قيام كل سفارة من تلك بتقديم احتجاج دبلوماسي رسمي عالي المستوى  ضد المسعى الفلسطيني ، وهذه هي المرة الاولى التي تهدد فيها اسرائيل رسميا بعمل مضاد للسلطة التي تعارض اتفاق اسلو ، لعل في هذا ما يثير السخرية ،  فاسرائيل  هي التي اعلنت عن موت اسلو  وهي التي دفنته بيديها  .
اما الاجراءات التي ستتخذها في حال حصلت السلطة على اعتراف دولي بالدولة ،  فانها لا تتعدى احد اثنين اما فرض القانون الاسرائيلي على الضفة الغربية ، واما ضم كتل استيطانية كبيرة لاسرائيل ، وفي الحالين فان اقامة الدولة حتى ولو اعترف المجتمع الدولي بها سيصبح بدون فائدة .
وبحسب وثيقة  داخلية تسربت من ملفات منظمة التحرير الى وكالة الانباء الفرنسية  تضمنت معلومات  عن معظم اعضاء الاتحاد الاوروبي  هم الذين شجعوا الفلسطينين على التخلي عن خيار المفاوضات مع اسرائيل والتحرك بسرعة اكبر في اتجاه الامم المتحدة  ، فاستمرار الجمود السياسي يعني ان الاعتراف بالدولة سيكون محتما ، هذا ما يراه الاروبيون .
 ولكن .. لا شيء يمكنه ان يعيد الحياة الى  القضية الفلسطينية  طالما استمر الانقسام الفلسطيني  فليس ثمة طرف اوروبي  يمكنه الاعتراف بدولة تتنازعها قوتان الاولى تسيطرعلى قطاع غزة وتستفرد به ، والثانية تقيم حكومة في الضفة الغربية  ليس لها اي ثقل سياسي وانما مجرد حكومة خدمات ، فمعظم اعضائها من التكنوقراط وجذورهم من المنظمات الانجي اوزية .
ومرة اخرى نؤكد ان لا دولة فلسطينية في ظل الانقسام ، ولا انهاء للانقسام بدون تنازل حماس عن التمسك بالحكم ، كما انه لا مجال للمصالحة الا بحكومة وحدة  لا تقوم على المحاصصة  ، لكن  المماحكات بين الفريقين هي التي تمنع تشكيل حكومة وحدة وتعطل  ولادة حكومة تصريف الاعمال  الجديدة ،  فاجواء التفاؤل التي سادت في منتصف الشهر الماضي باقتراب المصالحة عادت الى  خانة التشاؤم  بعدما رفضت حماس مبادرة الرئيبس بزيارة غزة لانهاء الانقسام ، ورفضها يعود الى خوفها من سحب البساط من تحت اقدامها ، ولم يكن ممكنا بحسب متابعي الوضع الفلسطيني التوصل الى حلحلة  لهذه المشكلة المعقدة  .
والاهم من كل ذلك انه بقي على ايلول خمسة شهور تبدو جافة سياسيا ،  وفي هذا الشهر تبلغ الخطوات الفلسطينية ذروتها ، ويحل الموعد الذي من المفترض ان تتحقق فيه رغبة الرئيس الامريكي باراك اوباما  في خطابه بايلول الماضي برؤية فلسطين عضو جديد في الامم المتخدة ، وفي ايلول تحل ذكرى توقف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ، وفيه تصل خطة رئيس الوزراء سلام فياض لبناء مؤسسات الدولة  العتيدة الى نهايتها .
وعلى خط مرتبط فان اشكالات تأليف حكومة برئاسة سلام فياض تصطدم باحتمالات رضوخ الرئيس لضغوط يمارسها اعضاء من كبار مركزية فتح لتسمية احدهم  بتشكيل الحكومة بدلا عن فياض الذي يتعرض منذ فترة الى حرب اقصاء  تفرض ايقاعها على تشكيل الحكومة ، واذا صحت التسريبات عن اعفاء سلام  فياض من تشكيل الحكومة ، وتكليف شخصية من اللجنة المركزية لحركة  فتح  ، فانها محاولة  تكحيل ستؤدي الى العمى   ..!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق