الثلاثاء، 15 مارس 2011

يوميات

بلطجة... !!
باسم ابو سمية
إذا أضفنا الى الجموع التي فاضت الى ميداني المنارة برام الله والجندي المجهول بغزة وميادين اخرى في الضفة الغربية ، اولئك الذين هتفت قلوبهم من منازلهم فرحا بهذا التحرك  وتاييدا له ، يصبح واضحا ومفهوما ان كل الفلسطينين الوطنيين البسطاء وفقط  الوطنيين وليس المستفيدون  تواقون ومتلهفون  الى الخلاص من الفرقة  والتشرذم وانهاء الانقسام والسير بخطى حثيثة نحو  الاستقلال  والحرية وبناء الدولة القوية التي يصبوا اليها  كل فلسطيني في كل مكان لتصبح  موئلا له ،  يتمرغ على ترابها   بحرية  بدون احتلال ولا طغيان ولا استيطان  ولا قوى رجعية تسد عليه افاق  الديموقراطية والعدالة  .

طبعا لا يمكن التغاضي عن الاعتداء الذي تعرض له شبان الخامس عشر من اذار يوم الثلاثاء في غزة ، فلا  مجال  بعد الان  للعودة الى أيام لانقلاب  الاسود البغيض والى اللغة المجبولة  بالتخوبن  والتكفير  فقد تبدلت الاحوال  واصبح للشبان  ثقلا يحسب له الف حساب ، كما اصبح من المستحيل على الفلسطينيين القبول  بان  تُفرض عليهم  الحلول فرضا بغلبة البلطجة واساليب الزعرنة ، فالتجمع الشبابي لفريق الخامس عشر من اذار لن يتشكل لمرة  واحدة  فقط  بل سيتكرر يوميا او اسبوعيا  وستتواصل  التظاهرات الى ان يسقط النظام الذي يحمي الانقسام  ويشجع على يقائه وستمتليء الساحات  بالشبان الذين كسروا حاجز الصمت الطويل .

الا ترون ان ما اقدمت عليه حماس في ميدان الجندي المجهول في غزة  ضرب من الحماقة والغباء السياسي وقصور في عدم  تقدير الموقف بشكله الصحيح  ، فلا احد مهما امتلك  من قوة  وسلاح  يمكنه الوقوف في وجه حركة الجماهير ، مثلما  لا يمكن للشبان السكوت غليه  او غفرانه  ولن يسمحوا  من الان فصاعدا  لأي كان بسرقة  نضالاتهم او القفز  من فوق اسوار تحركاتهم ،  فهم  صناع الانتفاضات والثورات المعبرين عن فكر شريحة شعبية واسعة ،وباستطاعتهم  احداث التغيير الذي يريدون   .

ونؤكد مرة ثانية وثالثة وعاشرة ان ما حصل ليس أمرا عابرا، وهو ليس مجرد سوء تدبير بل  انه كان مدبرا ومخطط له  وهو في نفس الوقت  لا يختلف عن اي عمل احمق يتجاهل موقف  نصف الشعب الفلسطيني ، وعلى اساسه فان على حركة حماس  توقع   تسونامي من المشاعر الشعبية الغاضبة ، في حال تكرار ما ارتكبته  من اعتداء على المحتجين الشبان او محاولة سرقة انجازهم ، فما حدث  امر جلل وخطير  و وسيرتد مستقبلا الى نحر الذين اقدموا عليه  والذين لا زالوا منغمسين في لعبة الاجندات الخاصة والمحاور والاقليمية  .

لا يمكن ان تظل قوى الخامس عشر من اذار ومعها الشعب الفلسطنيي بكل شرائحه المجتمعية  ولا نقول فصائله  السياسية صامتين على تحدي حماس لارادة الجماهير   ، فالمسألة بالنسبة لشبان التغيير  لا تسير وفق مقايس الذين ينتظرون  كراسي الحكم او المحاصصة والحقائب الوزارية ،  بل ان دوافعهم  تستند الى  مبادئ يؤمنون بها  ، وسيعيدون الكرة مرة ومرات  الى ان ينتهي الانقسام شاءت حماس ام ابت ، وستدفع  يقية  الفصائل بيمينها ويسارها  ثمن سكوتها عن استمرار الانقسام والتهرب من تحمل المسؤولية  باحالة   مواضيع الخلاف الى الحوار  المتجمد منذ مدة ولا نظنه قد يستأنف في المدى المنظور  .

 لعل  أخطر ما في الامر  هو بقاء الوضع الفلسطيني اسير الانقسام وتحت رحمة الانقلاب فتبقى دولة  حماس في وادى غزة  وبقية التنظيمات ومنها فتح في واد فوكين حيث تتلاشى معالم الدولة العتيدة ويحتار الفلسطينينون في الاستدلال  كيف والى أين يسيرون فيما العالم العربي من حولهم تأكله السنة لهب   ثورات التغيير، وليس ثمة من يمد حبل النجاة للفلسطينين في وجه ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه  التي تتصاعد يوما بعد يوم ، ولا من يمتلك بوصلة ليستدل بها على  طريق الدولة الضائعة بين فكي الانقسام ،  اما الامر الوحيد المطمئن في هذا الضباب الاسود الكثيف  المخيم على الوضغ الفلسطيني ان شبان الخامس عشر من اذار بنوا خطاباً يعبرعن ارادة شعبهم  وصاغوه بأبجدية  وطنية تأججت في قلوبهم  ليصبحوا اصحاب القرار الاول والاخير ..!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق