نريد حكومة كعب عالي ..!!
باسم ابو سمية
لو كنت مكان النساء لما رضيت بوزارتين او ثلاثة فقط من اصل اربع وعشرين ، فاين النساء اللواتي نصرخ ليل نهار من اجلهن ونتشدق بشعار صارخ بانهن نصف المجتمع ، اين هن من التشكيل الوزاري الجديد ، وهل كتب على الحكومات الفلسطيمية المتعاقبة ان تظل ذكورية خنشورية بدون النصف الحلو ، باستثناء بعض الوزيرات اللائي يتشبهن بالرجال خوفا من الحسد والطمع .
ولماذا لا تكون الحكومة القادمة نسائية مئة بالمئة ، فتكون اكبر واثمن هدية تقدمها فلسطين بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لنسائها حارسات نارنا المقدسة حسب نص بيان الاستقلال، وبهذا يكون الرئيس ابو مازن ورئيس الحكومة سلام فياض قد دخلا التاريخ بانهما اول من انهىيا صراعا ازليا وحربا دامت مائة عام خاضتها النساء من اجل حقوقهن في القيادة والريادة ، واعطائهن فرصة دخول ميدان السياسة من اوسع ابوابه ، الم تطالب قيادات نسوية وناشطات مجتمع مدني في الاردن برئاسة الحكومة ، اوليس حكومة نسائية انيقة ومخملية وناعمة احلى من حكومة فيس بوك .
لقد سئمنا الصرخات المتواصلة التي تجتاح العالم العربي وفلسطين منذ عشرات الاعوام عن المساواة وعن استعادة الحقوق النسائية المسلوبة والضائعة ، ومللنا التظاهرات وورشات العمل والندوات والمؤتمرات عن التمكين والتسكين ونيل المرأة لحقوقها مثل الرجال واكثر ، كما مللنا رؤية نصفي المجتمع يقتتلان وكل في اتجاه معاكس للاخر ، فقد حان الوقت لتنال النساء شرف قيادة البلاد والسهر على مصالح العباد ، فتكون اول حكومة نسائية في الكون ، وبذلك تتوج نساء فلسطين نضالهن الازلي للتحرر من عبودية الرجال ، ولنرى فيما اذا قد يؤدي ذلك الى توقف المعارك الازلية بين الرجل والمرأة فتهدأ النفوس ويستقر المجتمع .
هي تمنيات تجتاح معشر الرجال مرة واحدة في كل عام ، في الثامن من آذار وهذه المناسبة تشكل فرصة متجددة لوقف العنف الذي يمارس ضد النساء والوقوف بحزم وصلابة وجدية وليس مجرد رفع عتب ضد استمرار العنصرية المجتمعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وضد استمرار طغيان الذكورية ومع استرداد كرامتهن المجروحة مما يتعرضن له من اعمال العنف الجنسي الخطيرة والظلم والعبودية ..
وهي مناسبة تثير في النفس الكثير من النفاق ، فالمطالب التي لم تتوقف النساء عن اشهارها في وجوه الرجال في كل المناسبات اصابتهم بالتوتر والقلق النفسي الدائمين ، كما ان طموحهن في اقرار تشريعات تعزز مكانتهن ومنحهن حقوقا سياسية كالمشاركة في الحكومة التي يسعى د. سلام فياض الى تشكيلها ودعمهن في تطوير مشاركتهن في الحياة العامة واخذ مواقعهن الحقيقية في المجتمع ، وفي العمل مثلما في المنزل ، تصيب النصف الاخر بالفزع والاكتئاب ، فكل ما قاله وسيقوله الرجال عن وقوفهم الى جانب المرأة في معاركها لنيل المساواة مجرد كذب .
والا لماذا تستمر ، بل وتزداد يوميا اعمال العنف الجنسي على الاناث نساء وفتيات وقاصرات مثلما تقول الاحصائيات الرسمية ، ولماذا يواصل الرجال من اباء واشقاء واقارب في اقتناص حقوقهن الشرعية في الارث ، ولمذا يتستر القانون المجتمعي على جرائم قتل النساء على خلفية الشرف ، والى متى تستمر هذه الممارسات العنصرية والتعديات الظالمة على النساء ، السنا ندعي في كل مناسبة بانهن النصف الحلو ، وفيهن تقال قصائد الحب والغزل ، وفي عشقهن مات قيس وجميل وغيرهم من العشاق المغرمين .
اني على يقين قاطع لا يشوبه شك بان البيان الرسمي الذي يعبر عن موقف الرجال حول دور المرأة وموقعها يقوم على قاعدة ان وظيفتها الاولى هي ربة بيت بارعة ، وزوجة مطيعة ، ومربية ناجحة ، وطباخة ماهرة ، لا وزيرة ولا مديرة ولا يحزنون ، واغلب الرجال يؤمنون في قرارة انفسهم ايمانا قطعيا بان المكان الطبيعي للمرأة هو البيت ، ومن يملك حجة تقارع حجتي هذه فليأتني بها مرفقا بثلاثة شهود رجل وامرأتان ، ولمناسبة الثامن عشر من اذار لنصوت الى جانب ادماج المرأة في الحكومة المقبلة وبعزارة شديدة كالمطر ، لتكون الحكومة المقبلة حكومة اناقة وعطر شانيل او كريستيان ديور والكعب العالي وليس حكومة رائحة عرقها تزكم الانوف ، وكل عام ونساؤنا بخبر ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق