الثلاثاء، 1 مارس 2011

يوميات -

واقعة الاخلاء .!!
باسم ابو سمية
 لعل اخطر ما صاحب مشاهد الثورة الشعبية الليبية ضد نظام الحكم  المستبد صعوبة اخلاء رعايا الدول ، وقد شاهدنا كيف ان عشرات الاف المصريين والتونسيين وغيرهم تدفقوا على المعابر الحدودية وواجهوا خطر الموت ومصاعب جمة في مغادرة البلاد  حتى ان دولا بامكانيات هائلة واجهت ايضا مشاكل في اخلاء رعاياها ، اما الطلاب  الفلسطينيين الدارسين  في ليبيا فقد وقعوا بين فكي معضلة الاخلاء  وتبادل الاتهامات بينهم وبين السفارة هناك .
 ومن الان وحتى معرفة اي من الفريقين على صواب  اوعلى خطأ فان علينا انتظار انجلاء الامور ، ولا نعتقد ان احد الطرفين  يجرؤ على تقديم رواية مفبركة فالطلاب يقولون  ان  بقية الرعايا تم اخلاؤهم  ،  الا رعايا فلسطين  ظلوا عالقين  ، والسفارة تقول ان هذا الادعاء عار عن الصحة .
            لقد قرأت خبر شكوى الطلاب ضد سفير فلسطين في ليبيا على موقع  وكالة انباء " معا " المحلية ، بطريق الصدفة  ، لكن التقرير الذي يتضمن الاتهام  بالتقصير سرعان ما اختفى بعد اقل من ساعة من نشره ، ومن حسن الحظ اني اختفظت بنسخة عنه ، وليت  السلطة  توليه الاهتمام اللازم  فهو حدث ربما يفتح الباب  الذي يأتي منه الريح على السلطة  ، ويصبح من مصلحتها ان تسده وتستريح بمحاسبة الطرف المخطيء  فما زالت جراحها  لم تلتئم من فضيحة تسريب الوثائق التفاوضية ، وحتى لا ينتقل الاحتجاج الى الشارع  فيطغى صوته  على دوي الرصاص في مدبنة الزاوية  الليبية .
اعتقد ان القضية لم تصل بعد الى طاولة الرئيس  بسبب سفره الدائم الى الخارج لكنها بالتأكيد وصلت الى رئيس الحكومة ووزيرالخارجية ، ونرجو الا تلقى الشكوى في سلال  النسيان بحجة عدم توفر الامكانية للتحقق من رواية كل من المشتكي والمشتكى عليه ،  اوتؤجل الى اجل غير مسمى  بدواعي الانشغال بتشكيل الحكومة الجديدة ، فمثل هذا الامر الجلل يرقى الى مستوى الجريمة في حال ثبوت واقعة التقصير، وعلى السلطة فتح تحقيق عاجل في ملابساته لمعرفة الحقيقة ومن هو الصادق ومن الكاذب ، فمعرفة الحقيقة تضع الامور في نصابها .
وبدون التحقيق  فان لعبة عض الاصابع بتبادل الاتهامات ستظل قائمة  والغلبة ستبقى للفريق المبادر الى ترويج روايته للاعلام  وسيظل  الطلاب يلقون باتهاناتهم  وسيواصل السفير تكذيب روايتهم   ، ويهذا يتواصل  اطلاق نار الاتهامات  ،  بان الطلاب كانوا عرضة لمذبحة بشرية نتيجة  التحريض الذي مورس ضد عموم الفلسطينين من جانب النظام الليبي  .

لقد سمعنا ان السفير قام بما يمليه عليه الواجب وطمأن الاهالي  في تصريحات صحفية  بان جميع الطلبة الفلسطينيين في كل ارجاء ليبيا بخير ولا ينقصهم سوى مشاهدة انوارهم البهية ، وان السفارة على اتصال دائم برعاياها نفر نفر ، وانها وزعت على الطلبة مصاريف مالية لمساعدتهم على قضاء حوائجهم  الى حين العودة الى الوطن والاهل بمن فيهم الدارسين على حسابهم الخاص ، اما الطلاب فينكرون ذلك جملة وتفصيلا ، ونحن من جهتنا معنيون بصفتنا الفلسطينية بمعرفة  الحقيقة  لنحدد موقفنا ،  واذا صح ما قيل عن حدوث تقصير من جانب  السفارة  فان المسؤولين عنه لا يستحقون ان يمثلوا بلادهم في المحافل الخارجية  ويجب خلعهم فورا  من مناصبهم ومعاقبتهم ..!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق