المطلوب تغيير الشعوب ..!!
باسم ابو سمية ...
كل الشعوب العربية نواشز وعليها العودة الى بيوت الطاعة طوعا وفي وقت سريع كي لا تجلب بقوة البوليس ، فكل الحكام العرب ديمقراطيون وطيبون واذا حدث وان قمعوا شعوبهم فبوسائل حضارية وقانونية ، فلم يعذبوهم ولم يبطشوا فيهم ولم يطفئوا السجائر في اجسادهم ولم يفلتوا الكلاب عليهم لتنهش لحومهم ، معاذ الله ، فهذا قول افك وكذب وافتراء واشاعات مغرضة يقف خلفها اعداء الامة ، الم يطعموا الشعوب الناكرة للخير من طيبات ما رزقوا ولم يمارسوا الديكتاتورية ضدهم مطلقا فهم لانهم لا يعرفونها ولا يجيدون استخدامها ، ولذلك فلا غبار على الحكام لانهم اولياء الامر وقد حث الله سبحانة الناس على طاعتهم ، فكيف يجرؤون على معصية امر الله ، مهما فتكوا بهم وعذبوهم ، فهم اعرف منهم باحوالهم وتعرف اجهزة الانظمة الساهرة على راحة شعوبها ما يظهر الناس وما يبطنون ، الا يكفي الشعوب العربية ان الحكام وضعوا انفسهم في المرتبة الثالثة بعد الله فقد جاء في الشعارات : " الله ، الوطن ، الزعيم " ، فماذا تريد الشعوب اكثر من هذا ، انه والله لعقوق للوالدين ؟.
على ما يبدو ان المشكلة تكمن في قدرة الشعوب على فهم حكامها ، وعدم اعطائهم الفرصة لتوضيح مواقفهم ، وشرح لماذا يتصرفون كما يتصرف الاباء بابنائهم القاصرين فيحتفظون بمقدراتهم وامكاناتهم واموالهم في خزائنهم كي لا ينفقوها على اللهو واللعب والفمار وشرب المنكر والعياذ بالله ، وهذه الشعوب لا تعلم سر منع الانظمة لحرية الرأي والتعبير وكبف قبلت لنفسها معادة اولياء امورها الساهرين الليل على راحتها ومن اجل رخائها والحفاظ على مقدراتها ، والجواب هو : لان الشعوب لا تعرف فن الدبلوماسية ، و لو تحدثت لافسدت العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة والاعداء .
من الواضح ان ما اغضب الحكام هو تسرع الشعوب وتطاولها على حكامها المناضلين والمجاهدين واللذين اقسموا ايمين بالفاع عن الوطن والشعب والامة ، وحنفوا بالقسم وخانوا العهد ـ اليسوا هم الذين افنوا اعمارهم وبذلوا كل غال ورخيص من اجلها ، فلماذا قلة الاحترام ، ربما ان ذلك جزء من ثقافة المؤامرة التي تمليها اجهزة الاستخبارات الغربية علي الشعوب الدهماء ، فعلمتها كيف لا تغض الصوت في حضرة الحكام . فمنهم من افنى عمره في الدفاع عن ابناء شعبه، ومنهم من من اكتشف في وقت متأخر انه لم يكن حاكما ولذلك فلا داعي للتنحي ، ومنهم من خدم شعبه برموش عينيه ، ومن يخشى من الحرب الاهلية اذا تنحى ، ومن لم يكن ينتوي الترشح ، ومن لا يهمه الامر ويثق في ان شعبه يحبه ويموت فيه من اجل سواد عينيه .
شيء ما نجهله قد تغير مؤخرا في ثقافة الشعوب ، لنكتشف فجأة ان الشعوب كانت تريد الحياة ، واذا بالقدر لا يلقي هذه الامنية في بئر خاربة ، فيستجيب ، يا لهذا القدر الذي يستجيب لكل الشعوب مرة واحدة فيشرع بالاطاحة بانظمته الطيبة المسكينة العطوف الرؤوم ، الله ، الله ايتها الشعوب الثائرة على انظمتها كم اخطأتم بحق خكامكم وستندمون على هذه الاخطاء في المستقبل عندما تكتشفون ان الغرب وخصوصا الولايات المتحدة كانت تقف ورءا ثوراتكم ، الم يقل لكم حكامكم هذا فرجمتموهم بالحجارة .
لقد اصابتنا الحركات الثورية التي تجتاح العالم العربي تباعا بالملل والتعب فاصبحنا لاننام ولا نشاهد الافلام ولا نتابع المسلسلات التركية والاجنبية ، فاصبحنا اسرى لاجهزة التلفزة من اول الليل الى اخره نتنقل بين الفضائيات ، واقمنا علاقات ود مع زين الدين بن علي وتعاطفنا مع حسني مبارك ، ونحاول الان تفهم تمسك علي عبد الله صالح بالحكم بيديه ورجليه ، واستيعاب عدم رحيل العقيد معمر القذافي واستمرار كتائبه في قصف المدنيين ، في مصراطة وموقفه المضحك من التحالف الصليبي ضد سيف الاسلام .
ماذا نفعل في هذا السياق ، هل نترك الامور تجري على عواهنها بلا قيادة تدير دفتها ، ونترك الشعوب تطيح بحكامها الانقياء الاتقياء ونقف مكتوفي الايدي ، والصحيح ان علينا فعل ما يتوجب علينا تجاه احد الفريقين ،اما الوقف الى جانب الحكام الضعفاء ونطالب بتغيير الشعوب ، ام الى جانب الشعوب المضطهدة ونطلب تغيير الانظمة ، وشرطنا الوحيد لذلك ان يحسم احد الطرفين النتائج في وقت قريب حتى نعود الى حياتنا الاعتيادية ونتفرغ لمسلسلاتنا وافلامنا العربية والاجنبية والبحث عن اماكن اللهو والسهر والمرح لتعويض ما فاتنا من وقت في متابعة مسلسل تهاوي الحكام الظالمين واحدا تلو الاخر ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق