الاثنين، 21 مارس 2011

يوميات

نراها بعيدة ..!!
باسم ابو سمية

ها نحن امام مشهد يتكرر ، جدل وتشاورات ثم اشتراطات حول موافقة حماس او ممانعتها  لمبادرة ابو مازن بالتوجه الى غزة لانهاء الانقسام  ، فقد بدأنا  نشهد تحديا جديدا يتمثل في الموقف الذي سيقدم عليه الرئيس في حال عدم اتمام الزيارة . فثمة الغام تحف بالطريق الى هناك وهي نفسها الالغام التي افشلت تجربة الحوار او الحوارات السابقة .
  وهذه  الالغام تتعلق بالاشتراطات التي تضعها  حكومة حماس  المسؤولة عن ادارة غزة والمتحكمة فيه  ، ولان الشروط التي قدمتها تعيدنا الى ايام الحوار  يعلو ثم يهبط  فيتعثر ويسقط ، وهذا ما يدفعنا الى القول ان الزيارة على الارجح  لن تنجح او ربما لن تجري في موعدها او لن تتم ، فحماس اعدت دفترا يتضمن قائمة  اشتراطاتها ما يجعل الرئيس المتحمس للزيارة  مضطرا لتأجيل موعد اقلاعه الى غزة  ريثما يعود وفد حماس من العاصمة السورية للحصول من هناك على موقف القيادة السياسية التي ستدرس وتستخلص العبر والدروس وتناقش ابعاد وتداعيات والنتائج المترتبة والاستنتاجات  والخلاصات  ، خصوصا وان مبادرة  ابو مازن  لانهاء الانقسام تقوم على شرط واحد وهو اقامة حكومة وحدة في مقابل شروط حمساوية كثيرة .

هذا الاحتمال حول تأجيل الزيارة  او ربما الغائها  تعززه  الانباء  الوافدة من غزة  فقد  بدأت حماس بوضع شروطها  وفي مقدمها  العودة الى الحوار المقطوع  قبل البدء ببحث تشكيلة حكومة الوحدة التي تحدث عنها الرئيس ، وبالنسبة لحماس الحوار اولا ، وبعد ذلك  حكومة الوحدة ،  وليس الحكومة فقط دون العودة الى مائدة الحوار مثلما يقول الرئيس   ، ومن يقرأ تصريحات قياديين من الفريقين   يقتنع بان المسألة قد عادت  من جديد الى المربع الاول ، فحركة فتح  تقول ان حماس لا تريد المصالحة لانها تعمل وفق اجندة  اخونجية  وتحاول اعادة عقارب الساعة الى  الوراء   ،  ولا حكومة قبل استكمال الحوار والتوصل الى تفاهمات على القضايا الخلافية  هكذا يقول قادة حماس  غزة .

ربما ان التجربة السابقة بخصوص الحوار وما اصابه من نكسات متتالية  يجعل الصعب تصديق بان هدف حماس  من الحوار المترافق الزيارة  هو التوصل  الى مصالحة دائمة وقوية وليس الى تفاهم مؤقت مثلما حصل في اتفاق مكة ، فحماس  لن  تتراجع بالبساطة التي يتصورها البعض فلن تفرط بعلاقاتها الاقليمية ولن تتراجع عن تمسكها بمواقفها التنظيمية والسياسية والايدلوجية  والتي تتلخص في اصلاح منظمة التحرير وانتخاب مجلس وطني جديد ، وتشكيل  حكومة وحدة تجسد الشراكة السياسية الكاملة ،  واعادة صياغة الورقة المصرية للمصالحة ،  والاعتراف بنتائج انتخابات يناير 2006 التي حصلت فيها  حماس على 74 مقعدا من اصل 132 مقعدا  توزعت بقيتها  على فتح واحزاب وتيارات اخرى وغير ذلك من مواقف كانت عوامل تعطيل  للحوار .

ما صدر من نفي على لسان قيادي بارز في فتح حول عدم صحة الانباء عن توجه رئيس الحرس الرئاسي  والوفد الامني  وموظفين فنيين الى غزة لاتمام الترتيبات ، وما قالته حماس عن رقضها   تشكيل حكومة مستقلين للاعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية   تصب في خانة التشكيك  باحتمال خروج الزيارة الى حيز التنفيذ  ، الا تدرك  القيادة بان  مسألة انهاء الانقسام  تعد اسمى غايات  للشعب الفلسطيني  وان  فشل المساعي لانهائه قد يدفع المحنجين الى تصعيد احتجاحاتهم  بشكل لا تتخمله لا السالطة . ولا حماس .

ومن تابع مواقف حماس من الزيارة   ومحاولتها وضع العربة امام  الحصان واشتراطاتها   يصل الى النتيجة القطعية بان الزيارة قد تتعطل قبل ان تبدأ  وهو ما سيؤدي الى اصابة  الجمهور الفلسطيني بالاحباط  واليأس ،  وهذا هو حال الجدل البريزنطي  الذي يضع جدول اعمال مفترض لزيارة لم تحدث قبل ان تبدأ  ، وحديث عن  الحوار والمباحثات ، واقوال  اخرى  تسببت في تسرب الشكوك  عن احتمالات ارجاء  الزيارة الى اجل غير مسمى ،  ومثلما قلنا سابقا فان مصير الزيارة لم يكن بتصرف اسماعيل هنية  بل اصبح معلقا بموقف خالد مشعل زعيم حماس في دمشق..

في نهاية المطاف  لا بد من بذل كل جهد وتقديم الغالي والرخيص لانهاء الانقسام  شئنا ام ابينا ، عاجلا ام اجلا  ، سواء تم ذلك  بالتفاهم بين حماس وفتح او بقوة الضغط الجماهيري وخصوصا الحراك  الذي يغذيه ائتلاف شباب الخامس عشر من اذار ، وهذا من شانه ان يشجع الرئيس لتكرار  المحاولة مرة اخرى  ليعود  في المستقبل القريب  الى قواعده  في غزة سالما بدون  اشتراطات او ضغوط وبدون خسائر مادية او معنوية  ان امكن  ...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق