الخميس، 31 مارس 2011

يوميات

ازدواجية فلسطينية  في مواجهة احادية اسرائيلية ...!!
باسم ابو سمية
 مرة اخرى يدخل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي نفق الحرب الدبلوماسية ، فقد عاد السجال السياسي بين الطرفين على مستقبل الدولة الفلسطينية ، فالسلطة قررت التوجه الى مجلس الامن للحصول على اعتراف بالدولة ، واسرائيل قررت محاربتها باجراءات احادية الجانب اذا ما صممت على الحصول على اعتراف دولي بدولة في حدود 1967 .
  طبعاً سيكون مطلوبا من اقطاب السلطة الفلسطينية الرئيس ابومازن ورئيس حكومته الحالي سلام فياض ومن حركة فتح والتنظيمات المواليه الترحيب والتمسك بالموقف الاوروبي وبسياسة الاسرة الدولية الداعمة للاعتراف المحتمل بالدولة ، وتجاهل تهديدات اسرائيل باتخاذ خطوات  احادية  تحول دون الاعتراف  .
,فعلا لقد هددت اسرائيل بخطوات لم تعلن عنها رسميا اذا واصلت السلطة سعيها للحصول على اعتراف من مجلس الامن بحدود الدولة المرتقبة ، وقد نقلت تهديداتها الى ثلاثين من سفاراتها في العالم على شكل برقيات تتضمن  قيام كل سفارة من تلك بتقديم احتجاج دبلوماسي رسمي عالي المستوى  ضد المسعى الفلسطيني ، وهذه هي المرة الاولى التي تهدد فيها اسرائيل رسميا بعمل مضاد للسلطة التي تعارض اتفاق اسلو ، لعل في هذا ما يثير السخرية ،  فاسرائيل  هي التي اعلنت عن موت اسلو  وهي التي دفنته بيديها  .
اما الاجراءات التي ستتخذها في حال حصلت السلطة على اعتراف دولي بالدولة ،  فانها لا تتعدى احد اثنين اما فرض القانون الاسرائيلي على الضفة الغربية ، واما ضم كتل استيطانية كبيرة لاسرائيل ، وفي الحالين فان اقامة الدولة حتى لو اعترف المجتمع الدولي بها سيصبح بدون فائدة .
وبحسب وثيقة  داخلية تسربت من ملفات منظمة التحرير الى وكالة الانباء الفرنسية  تضمنت معلومات  عن  ان معظم اعضاء الاتحاد الاوروبي هم الذين شجعوا الفلسطينين على التخلي عن خيار المفاوضات مع اسرائيل والتحرك بسرعة اكبر في اتجاه الامم المتحدة  ، فاستمرار الجمود السياسي يعني ان الاعتراف بالدولة سيكون امرا حتميا ، هذا ما يراه الاروبيون .
 ولكن .. لا شيء يمكنه ان يعيد الحياة الى  القضية الفلسطينية  طالما استمر الانقسام الفلسطيني فليس ثمة طرف اوروبي  يمكنه الاعتراف بدولة تتنازعها قوتان الاولى تسيطرعلى قطاع غزة وتستفرد به ، والثانية تقيم حكومة في الضفة الغربية  ليس لها اي ثقل سياسي وانما مجرد حكومة خدمات ، فمعظم اعضائها من التكنوقراط وجذورهم من المنظمات الانجي اوزية .
ومرة اخرى نؤكد ان لا دولة فلسطينية في ظل الانقسام ، ولا نهاية  للانقسام بدون تنازل حماس عن التمسك بالحكم ، كما انه لا مجال للمصالحة الا بحكومة وحدة  لا تقوم على المحاصصة  ، لكن  المماحكات بين الفريقين هي التي تمنع تشكيل حكومة وحدة وتعطل  ولادة حكومة تصريف الاعمال  الجديدة ،  فاجواء التفاؤل التي سادت في منتصف الشهر الماضي باقتراب المصالحة عادت الى  خانة التشاؤم  بعدما رفضت حماس مبادرة الرئيبس بزيارة غزة لانهاء الانقسام ، ورفضها يعود الى خوفها من سحب البساط من تحت اقدامها ، ولم يكن ممكنا بحسب متابعي الوضع الفلسطيني التوصل الى حلحلة  لهذه العقدة  .
والاهم من كل ذلك انه بقيت على ايلول  الحسم فلسطينيا  ، خمسة شهور تبدو جافة سياسيا ،  وفي هذا الشهر تبلغ الخطوات الفلسطينية ذروتها ، ويحل الموعد الذي من المفترض ان تتحقق فيه رغبة الرئيس الامريكي باراك اوباما  في خطابه بايلول الماضي برؤية فلسطين عضو جديد في الامم المتحدة ، وفي ايلول تحل ذكرى توقف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ، وفيه تصل خطة رئيس الوزراء سلام فياض لبناء مؤسسات الدولة  العتيدة الى نهايتها .
وعلى خط مرتبط فان اشكالات تأليف حكومة برئاسة سلام فياض تصطدم باحتمالات رضوخ الرئيس لضغوط يمارسها اعضاء كبار في مركزية فتح لتسمية احدهم  بتشكيل الحكومة بدلا عن فياض الذي يتعرض منذ فترة الى حرب اقصاء  تفرض ايقاعها على تشكيل الحكومة ، واذا صحت التسريبات عن اعفاء سلام  فياض من تشكيل الحكومة ، وتكليف شخصية من اللجنة المركزية لحركة  فتح  ، فانها محاولة  تكحيل ستؤدي الى العمى   ..!!

يوميات - اسرائيل الاحادية

اسرائيل الاحادية..!!
باسم ابو سمية
 مرة اخرى يدخل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي نفق الحرب الدبلوماسية ، فقد عاد السجال السياسي بين الطرفين على مستقبل الدولة الفلسطينية ، فالسلطة قررت التوجه الى مجلس الامن للحصول على اعتراف بالدولة ، واسرائيل قررت محاربتها باجراءات احادية الجانب اذا ما صممت على الحصول على اعتراف دولي بدولة في حدود 1967 .
  طبعاً سيكون مطلوبا من اقطاب السلطة الفلسطينية الرئيس ابومازن ورئيس حكومته الحالي سلام فياض ومن حركة فتح والتنظيمات المواليه الترحيب والتمسك بالموقف الاوروبي وبسياسة الاسرة الدولية الداعمة للاعتراف المحتمل بالدولة ، وتجاهل تهديدات اسرائيل باتخاذ خطوات  احادية  تحول دون الاعتراف  .
,فعلا لقد هددت اسرائيل بخطوات لم تعلن عنها رسميا اذا واصلت السلطة سعيها للحصول على اعتراف من مجلس الامن بحدود الدولة المرتقبة ، وقد نقلت تهديداتها الى ثلاثين من سفاراتها في العالم على شكل برقيات تتضمن  قيام كل سفارة من تلك بتقديم احتجاج دبلوماسي رسمي عالي المستوى  ضد المسعى الفلسطيني ، وهذه هي المرة الاولى التي تهدد فيها اسرائيل رسميا بعمل مضاد للسلطة التي تعارض اتفاق اسلو ، لعل في هذا ما يثير السخرية ،  فاسرائيل  هي التي اعلنت عن موت اسلو  وهي التي دفنته بيديها  .
اما الاجراءات التي ستتخذها في حال حصلت السلطة على اعتراف دولي بالدولة ،  فانها لا تتعدى احد اثنين اما فرض القانون الاسرائيلي على الضفة الغربية ، واما ضم كتل استيطانية كبيرة لاسرائيل ، وفي الحالين فان اقامة الدولة حتى ولو اعترف المجتمع الدولي بها سيصبح بدون فائدة .
وبحسب وثيقة  داخلية تسربت من ملفات منظمة التحرير الى وكالة الانباء الفرنسية  تضمنت معلومات  عن معظم اعضاء الاتحاد الاوروبي  هم الذين شجعوا الفلسطينين على التخلي عن خيار المفاوضات مع اسرائيل والتحرك بسرعة اكبر في اتجاه الامم المتحدة  ، فاستمرار الجمود السياسي يعني ان الاعتراف بالدولة سيكون محتما ، هذا ما يراه الاروبيون .
 ولكن .. لا شيء يمكنه ان يعيد الحياة الى  القضية الفلسطينية  طالما استمر الانقسام الفلسطيني  فليس ثمة طرف اوروبي  يمكنه الاعتراف بدولة تتنازعها قوتان الاولى تسيطرعلى قطاع غزة وتستفرد به ، والثانية تقيم حكومة في الضفة الغربية  ليس لها اي ثقل سياسي وانما مجرد حكومة خدمات ، فمعظم اعضائها من التكنوقراط وجذورهم من المنظمات الانجي اوزية .
ومرة اخرى نؤكد ان لا دولة فلسطينية في ظل الانقسام ، ولا انهاء للانقسام بدون تنازل حماس عن التمسك بالحكم ، كما انه لا مجال للمصالحة الا بحكومة وحدة  لا تقوم على المحاصصة  ، لكن  المماحكات بين الفريقين هي التي تمنع تشكيل حكومة وحدة وتعطل  ولادة حكومة تصريف الاعمال  الجديدة ،  فاجواء التفاؤل التي سادت في منتصف الشهر الماضي باقتراب المصالحة عادت الى  خانة التشاؤم  بعدما رفضت حماس مبادرة الرئيبس بزيارة غزة لانهاء الانقسام ، ورفضها يعود الى خوفها من سحب البساط من تحت اقدامها ، ولم يكن ممكنا بحسب متابعي الوضع الفلسطيني التوصل الى حلحلة  لهذه المشكلة المعقدة  .
والاهم من كل ذلك انه بقي على ايلول خمسة شهور تبدو جافة سياسيا ،  وفي هذا الشهر تبلغ الخطوات الفلسطينية ذروتها ، ويحل الموعد الذي من المفترض ان تتحقق فيه رغبة الرئيس الامريكي باراك اوباما  في خطابه بايلول الماضي برؤية فلسطين عضو جديد في الامم المتخدة ، وفي ايلول تحل ذكرى توقف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ، وفيه تصل خطة رئيس الوزراء سلام فياض لبناء مؤسسات الدولة  العتيدة الى نهايتها .
وعلى خط مرتبط فان اشكالات تأليف حكومة برئاسة سلام فياض تصطدم باحتمالات رضوخ الرئيس لضغوط يمارسها اعضاء من كبار مركزية فتح لتسمية احدهم  بتشكيل الحكومة بدلا عن فياض الذي يتعرض منذ فترة الى حرب اقصاء  تفرض ايقاعها على تشكيل الحكومة ، واذا صحت التسريبات عن اعفاء سلام  فياض من تشكيل الحكومة ، وتكليف شخصية من اللجنة المركزية لحركة  فتح  ، فانها محاولة  تكحيل ستؤدي الى العمى   ..!!


الاثنين، 28 مارس 2011

قناة فاشن والثورات الشعبية

قناة فاشن والثورات الشعبية ..!!
باسم ابو سمية
  ليت انه لم يكن في الدنيا سوى قناة الــ " فاشن تي في " ، لما تمزقنا ألما مثلما تمزقت جثث الابرياء في الشوارع العربية اثناء قمع الانتفاضات الشعبية ، ولنمنا ملء جفوننا ولم تداهمنا الكوابيس المخيفة ، ولشدة اعجابي بالقناة فاني احسدها على هدوء اعصابها ورباطة جأشها وعدم التفاتها الى ما يدور في العالم العربي  واستمرارها في عرض برامجها عن الازياء بعارضات جميلات التي لو كان الحكام راوا مثلهن ايام الشباب  لما اصبحوا حكاما وما وضعوا انفسهم في اقفاص الاتهام.
ما تعرضه قناة  الفاشن  من عروض مثيرة  لصبايا من اجمل ما خلق الله  لا هن كاسيات تماما ولا عاريات تماما  ، يجري في النصف الاخر من الدنيا  بعيدا عن تناثر الاشلاء وجثث القتلى والصراخ والعويل والقصف ، ولهذا تغرد القناة في سرب اخر بعيدا عن اسراب الحمام العربية التي يصطادها القناصون الواحدة تلوالاخرى ، وأسأل لو ان ان قناة فضائية عربية تتمتع باعلى نسبة مشاهدين في العالمين العربي والغربي  لما تورعت عن ان تصبح ناطقا بلسان الحكومة وتركت الشعوب تواجه مصيرها وحدها .
منذ بدء ثورتي تونس ومصر لم نذق  طعم النوم  لا في الليل ولا في النهار ، ولم يسمح لنا احساسنا القومي بمشاهدة برامج اخرى غير البرامج الاخبارية ، فلا افلام ولا مسلسلات ولا برامج ترفيهية ولا كوميدية اذا استثنينا خطب الزعيم الليبي التي اصبحت اغنيات مشهورة ، وقيل فيها وعنها  الكثير من الطرف والنوادر واللطائف والظرائف .
  منذ ذلك الحين ونحن نجري من الصباح الباكر حتى اخر الليل  وراء الفضائيات اينما حل مراسلوها ، من الجزيرة التي حققت نصرا كبيرا على اكثر من نظام  وساهمت في اسقاط حكام ، وكيف لا ،  فالاعلام بانواعه كان على مر التاريخ  يقود الثورات ويتحكم في مصائرها  ، وفي احيان كثيرة يرسم نتائجها ، فما بالك اذا ما اصبح هذا الاعلام  اليوم مرئيا  يضعنا في صورة ما يحدث اولا بأول في كل انحاء  الدنيا في لحظات ، وهذا التطور التكنولوجي  بات يفرض على الفضائيات توخي الدقة والموضوعية والحيادية وعدم التعامل مع الشائعات وعدم اتخاذ مواقف من طرف على حساب الطرف الاخر .
أنا وكثير من ابناء جيلي والاجيال التي سبقت  نذكر  كيف ان الاعلام الفلسطيني من جرائد ومجلات ساهم في اواسط الثلاثينيات من القرن الماضي في شحذ الهمم وشحن المعنويات وقيادة المعارك والاضرابات في فلسطين التي كانت في حينه موئلا للكثير من الصحف والمجلات الوطنية والمنابر الاعلامية القومية ، ولولا اخطاء الانظمة العربية انذاك  لما استطاعت اسرائيل احتلال فلسطين وطرد مئات الالاف من الاهالي الى الدول المجاورة والامريكيتين واوروبا ليصبحوا لاجئين ،  واظن ان قناتي العربية والسي ان ان الاميركية  وغيرهما من القنوات الخاصة نقلت مجريات الاحداث في المنطقة العربية بشكل مواز للجزيرة  واحيانا اكثر ، ولكن بشكل اخر .  
ولانني نشأت في اجواء صحفية قبل اربع سنوات من هزيمة حزيران سنة 1967 ، فقد كنت واحدا من اربعة الى جانب المحررالمسؤول لجريدة الجهاد وهو يستمع من مسؤول كبير عن تقرير لصورة الوضع  وبعض التفاصيل لاسرار الهزيمة  ، بعد ذلك عرفت كيف تصاغ البيانات الرسمية وبحكم عملي في الجريدة كراصد اخبار سمعت المعلق المصري الشهير احمد سعيد وهو يطيح باسرائيل يمينا وشمالا ويوقع الطائرات بالعشرات في سياق  الرواية الرسمية كما يحب  المهزومون ان يروها ووهي رواية بطبيعة الحال مغايرة تماما لما يدور على ارض المعارك.
لقد شاهدت انا وزملائي الثلاثة بالعين المجردة مدينة القدس وهي تسقط في يد اسرائيل ورأينا الجنود الاسرائيليين وجها لوجه في الشارع المقابل للمدرسة الابراهيمية بينما كان احمد سعيد يواصل وصف بطولات  نسور الجو العرب وهم يسقطون الطائرات الاسرائيلية كالذباب، ويمني سمك تل ابيب بوجبة لذيذة من الاسرائيليين  .
كانت  تلك التجارب  منارة تعليم لي ولزملائي علمتنا الا نثق بالرواية الرسمية  حتى لو تضمن البيان قسما غليظا بالله والوطن ، واصبحنا نضع علامات استفهام كثيرة حول بعض المواقف في كل رواية ، وفيما بعد عرفت كيف تصنع البيانات  الرسمية ،  بل وشاركت في صياغتها  وفي تصديقها ايضا  بحكم عملي في الاعلام الرسمي لسنوات طويلة .
 وفي نهاية الامر ، في خضم الاحداث الدموية التي تشهدها العواصم العربية لم يطاوعني قلبي ولا مشاعري ولم يسمح لي تعاطفي مع الثورات ان اشاهد تلفزيونا رسميا لانني  على يقين  بانه لا يحمل  سوى التضليل والكذب والاتهامات على غرار نموذج ان المنتفضين حفنة مدسوسين ويعملون باجندة خارجية ، فروايات مثل تلك هي التي تحسم النتائج فقد تبدلت الاحوال وتطورت تقنيات الاتصال واصبح العالم كله اصغر من قريتنا  ويمكن لما يحدث في بيتنا ان يسمع به اهل اليابان قبل ان اسمع انا  به ، فلم يعد هناك  مجال لقلب الحقائق ، وتضليل البشر ، واستخدام البطش في الظلام ، ثم تدفن الرؤوس في الرمال  في وضح النهار ..!!! 

الأحد، 27 مارس 2011

هل الحق مع الشعوب ام عليها

الحق مع الشعوب ام عليها ..؟!!
باسم ابو سمية
            تحبس الانظمة والشعوب العربية انفاسها على وقع التطورات المتسارعة ، فيما  تشهد بلدانها هذه الايام انتفاضات شعبية ، ففي ليبا اصبح الشرق في قبضة الثوار بينما تواصل قوت القذافي دك مصراتة  ، وفي اليمن اصطدمت مفاوضات الحل السياسي لأزمة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام بحاجز انعدام الثقة ، وفي سوريا فان  الاحتجاجات  التي شهدتها عدة مدن في الجنوب وفي الشمال تتسع  ويزداد معها عدد الضحايا ،  هذا هو الموقف حتى ساعة متأخرة من ساعات الليل الطويل  بالنسبة للحكام  الساهرين فلا هو  يطيل من اعمارهم  ولا من مدة بقائهم على كراسي الحكم  ، ويزيد هذا التوتر من وجيف قلوب الشعوب التي تنتظر ان يقول الزعيم : لقد قررت الرحيل .

            كان من اللائق بالشعوب العربية الثائرة ان تبلغ انظمتها بالمخططات التي تحاك ضدها  ، كي تتنحى بهدوء  حقنا للدماء  الزكية التي سالت من اجساد شبابها واطفالها  لمجرد انهم  لجأوا الى اساليب سلمية للمطالبة بحقوقهم ، ولان الشعوب  لم تبلغ حكامها عن نياتها فانها تتحمل المسؤولية الوطنية والاخلاقية عن التغرير بالانظمة  فيكون من حقها  استباحة دمائهم وتقتيلهم لانهم يعملون  لصالح قوى خارجية  ،
ولكن لماذا الثورات الشعبية في هذه الاوقات العصيبة بالذات وثمة مهمات وطنية وعاجلة لم تكتمل ويتوجب على الانظمة العربية انجازها قبل ان ترحل  ، فمن وجهة نظر بعض العرب فان الاولويات الوطنية  هي مجابهة العدوان الذي تخطط  اسرائيل لارتكابه على غزة ،  مستغلة انشغال العرب بانتفاضات شعوبهم ضدهم ، وعليه فان كل الامكانيات العسكرية والسياسية  والفكرية ، يجب ان تجند لهذه الاولوية ، اليس هذا هو شعار المرحلة  في  العواصم  الثورية .
الواقع ان اثنتين وستين سنة لم تكن فترة  كافية للانظمة لاسترداد فلسطين التي سقطت في ايدى اسرائيل في زمن الذين سبقوهم ، ولو كانت الانظمة الحالية في ذلك الزمن لما سمحت باحتلال فلسطين سنة 1948 ، ولما تمكنت اسرائيل من  استكمال الاستيلاء على ما تبقى من فلسطين  الضفة وقطاع غزة وعلى هضبة الجولان السورية وصحراء سيناء المصرية سنة 1967 ، ولا عندما اجتاحت اسرائيل الضفة الغربية   سنة  2006 ولا عندما عزلت اسرائيل القدس  وصادرت اراضي الضفة الغربية واقامت مئات المستوطنات فوقها ، فقد تم  كل ذلك في غفلة منهم ، وكل من يدعي  انهم تقصدوا اغماض اعينهم عم تلك الاعتداءات والحروب  فهو متآمر ويعمل باجندة خارجية   ويلتهم الشطائر الاميركية  ويتلقى  اجره بالدولار الامريكي .
ربما ان الجهات الخارجية والاعداء هم الذين كانوا يدفعون بكرة الثورة من بلد الى اخر لتواصل  تدحرجها بسرعة هائلة من بلد  عربي الى اخر  ، وتلك الثورات هي  منعت العرب من التصدي  للعدوان الاسرائيلي الذي وقع قبل ثلاثة وستين عاما  على فلسطين ، وتلك  الشعوب هي التي كبلت  ايادي العرب على مر السنين ومنعتهم  من الضغط على الزناد وقيدت ارجلهم كي لا يزحفوا  لكيلومترات قليلة وهي طول المسافة الى فلسطين  ومنعتهم من تخليصها من براثن الاحتلال ، اية شعوب هذه التي تقيد حكومتها وتمنعها من تحرير اراضيها المحتلة وتتآمر عليها بدعم من القوى المعادية لاسقاطها واستبدالها بانظمة اخرى اكثر تطرفا ومعادية للسلام  .
الرواية ذاتها لا المشهد  فقط تتكرر كل يوم في كل بلد عربي  ينتفض ابناؤه  ضد  كبت  الحريات والقمع وبحثا عن لقمة خبز نظيفة  وعن الديمقراطية  المفقودة  ، لا اكثر ولا اقل ، اما  الحكام فان ابسط  ما يمكن ان يتهموا به  شعوبهم  هو انهم مدفوعين من الخارج  ، وفي هذا السياق تذكرون ما  قيل في بداية الثورة المصرية ان شباب الثورة كانوا  في ميدان التحرير يتناولون شطائر البرغر كنج  ويتلقى كل منهم  خمسين دولارا اميركيا  في اليوم الواحد ،  ليثوروا على نظام مبارك المعادي للولايات المتحدة  .
 فماذ كان يتناول اهالي مصراتة الليبية  تحت القصف الهمجي المريع  بلا طعام او شراب ولا مأوى  وما هو نوع  العملة التي كان  يتقاضاها الاطفال والنساء والشيوخ مقابل ان تتقطع اجسادهم اربا اربا تحت القذائف فيما  يتضور المحاصرون   الما وجوعا في مواجهة هجمات  كتائب القذافي  .
وليقل لنا احد من جانب الانظمة " المضطهدة " بفعل  شعوبها ماذا كان يتناول اهالي درعا واللاذقية والمصلون في المسجد الاموي بدمشق من اطعمة وكم قبضوا من دراهم ،  فدرعا الواقعة على مثلث الحدود السورية الاردنية الاسرائيلية او الفلسطينية بلغة الممانعة ، وليقولوا لنا ما هي مصلحة الاردن في دعم المنتفضين في سوريا  في حين تواجه  تحديات لا تقل خطرا عن تلك التي يعيشها  اشقاؤها  العرب وكان الاولى  بها  التفرغ لما يجري بداخلها  وليس بما يدور خارج حدودها ودعم وتمويل اهالي درعا حسي الاتهام الموجه اليها ، اما الجهة الخارجية الثانية والقريبة  الى درعا وصاحبة المصلحة في احداث القلاقل وهز اركان سوريا  فهي اسرائيل  ولا احد ينكر كم هي مرتاحة  لما يجري داخل عدوتها التاريخية سوريا ، لكن محاولة الاشارة الى ضلوعها في دعم المنتفضين هو اتهام لشعب باكمله بالخيانة العظمى والعمل لصالح الامبريالية والعدو الصهيوني حسب المفردات الثورية .
نقسم  بان الثورات الشعبية لا يمكن ان تكون بتأليب قوى خارجية ، فالقوى الخارسجة يمكن ان تدعم وتمول حزبا او حركة لكنها  لا تجند شعبا باكمله  ، فالثورات  او الانتفاضات الشعبية تلك  محلية مئة بالمئة ، ولم تأت بغتة ولم تندلع بلا سبب ، فالمشكلة  الكبرى ان الانظمة لا تريد ادراك  ان ثورات  شعوبها كانت على مدى السنوات الاخيرة  تتسلل الى الناس نقطة نقطة ، مثل ماء البلدية في ايام القطع ، الى ان طفح الكيل بهم  فقرروا الاحتجاج سلميا  كابسط حق من حقوقهم البشرية  فجوبهوا بالنار  ..!!

الجمعة، 25 مارس 2011

مقال - لينتفض الغزاويون

لينتفض الغزاويون  ..!!
باسم ابوسمية
يكاد  ضجيج  الثورات العربية الاتي من الشرفات القريبة ان يدق ابواب قطاع غزة   ليقول  لاقطاب  حماس والحكومة المقالة  انهم امام احد خيارين  فاما انهاء الانقسام اليوم وليس غدا واما السقوط امام زحف  الجماهير لتغيير نظام الحكم القائم هناك ، وعليهم النظر بعين الجدية الى  في ما يدور بجوارهم العربي قبل فوات الاوان ، الا يدرك الغيارى على مستقبل القضية الفلسطينية وما يحيق بها من مخاطر  أن التغيير في المنطقة العربية  سيضرب ان عاجلا او آجلا كل المنطقة  مثل التسونامي ، وعندها لن  يستطيع  احد  منعه او الوقوف في وجهه  .

  ليعلم القاعدون في خلواتهم ان المسؤول عن تجاهل مطالب الشباب بانهاء الانقسام سواء كانوا مسؤولي فصائل  او قادة سياسيون  سيدفعون  الثمن ،  هذا ما تقوله تطورات الاوضاع  وتضييق الخناق الاقتصادي والانساني فالوضع السياسي يسوء يوما بعد يوم  والمعيشي والاقتصادي يتدهوران ويضيق حبل الفقر والعوز على اعناق ابناء القطاع شيئا فشيئا  الا ما يجود  به المهربون  الصغار من انفاق الكبار ،  فليس من المقبول  استمرار هذا الحال الى مالا نهاية  ، فطبخة غزة يجب ان توضع فوق نار ساخنة لتسريع الحل ، ولا يمكن لقادة الفصائل الفلسطينينية مواصلة دفن رؤوسهم في الرمال  ، فالقطاع مشلول  نتيجة الحصار والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة  ، ولا يجوز ان يبقى  مرهونا بالتصريحات  الحامية ولا يمكن للجدل ان يظل بيزنطيا وسفساطئيا في بلد معاق اقتصاديا يقتات على  الفتات  بينما يواصل القادة  المنتشون التشدق بالصمود والتصدي لارضاء  غرورهم بغض النظر عن النتائج .

ومنذ انقلاب حزيران  قبل اربع سنوات فان قطاع غزة  يعيش في حالة انعدام توازن وفراغ من كل نوع  وهناك تراجع في السياسة  وفي الحكم  وفي المؤسسات  وفي الاقتصاد  ، ويغيب الاهتمام الرسمي باحوال الناس واحتياجاتهم وهمومهم ،  وينسون ان استمرار الاوضاع على هذا النحو من شانه ان يحقن  النفوس بالمزيد من الأحقاد والضغائن ويعزز الفرقة والتشتت .

ليس المقصود كيل الاتهامات عشوائيّاً أو انتقائياً ،  فكل العالم من غزة الى البرازيل واستونيا يعلم ان اهالي القطاع  ينوؤون منذ سنوات طويلة تحت احمال ثقيلة من المعاناة بكل اشكالها  كالفقر والبطالة وفقدان الوظائف وتحكم فصيل واحد بمقدرات الناس وحياتهم  وهناك خنق اقتصادي وحصار  وحرمان الناس من التحرك ، وفوق كل ذلك ممارسة اجهزة حماس سلطتهم القمعية  على الناس وعلى ممتلكاتهم وعلى الاماكن الذي يستنشقون فيه الهواء  فتمنع مقاهي الانترنت والاختلاط واقامة الافراح والليالي الملاح  وتحظر الفنون والرسم والاناشيد الوطنية ورفع الاعلام الفلسطينية  والاحتفال  بالمناسبات الوطنية ، بما في ذلك احياء النكبة وانطلاقة الثورة الفلسطينية   وينسى قادة غزة  ان كل ذلك يتم وفي الدول المجاورة غليان شعبي  واحتجاجات جماهيرية تطالب برحيل انظمتها  ، فما الذي  يمنع وصول التغييرات والانتفاضات الى قطاع غزة  ، في اعتقدانا  لاشيء يمنع ،  فكلما  ضاقت حلقات القمع يزداد الاصرار على الثورة ويقترب فجر الحرية ، وما يحصل في عواصم كانت تعتقد انها عصية على الاحتجاج خير دليل ، ثم ان  المحرك الاساسي  للثورات الشعبية العربية  لم يكن سياسيا  فقط  بل فعلا شعبيا لتحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية.
ما نراه ونسمعه من حقن متواصل للاجواء مع كل يوم يمر ورفض حماس لمبادرة الرئيس انهاء الانقسام  يضع قيادة حماس  تحت مرمى الغضب الجماهيري الذي لا يرحم ، فلا يغرن الناس ما يقال من اراء غوغائية عن ان حماس هي صمام الامان في مواجهة المخططات الاسرائيلية ،  ولينظروا الى ما حصل في نظام القذافي والى ما يجري في سوريا ،  فاقوالهم  تعكس الأنانية المتناهية وتقود الى تعطيل الحياة  بكل اشكالها في قطاع  غزة من بابه الى محرابه .

اما اسباب اغماض الاعين وصم الاذان عن معاناة الغزاويين فهي واضحة  ومتصلة  باجندات وبرامج ايدلوجية ،  قبل ان تكون سياسية ، واقليمية قبل ان تكون محلية ،  ومرتبطة بقوى ذات مصالح استثمارية ومالية تفرض نفسها وارادتها وقرارها على اهالي  القطاع المغلوبين على امرهم  ، بدعم خارجي لاولياء الامر المفروضين على الناس بقوة الانقلاب والانقسام ويستقوون على الاهالي   بالحصار الاسرائيلي .
 الا يعلمون ان الربيع العربي لم يزهر في فلسطين و في غزة  خصوصا  وهو ربيع ثورة شعوب  مقهورة في بلاد لم تستمتع منذ عقود طويلة  بمشهد الربيع الاخضر وزهوره وعصافيره  وحريته وسهوله الواسعة الرحبة  الممتدة بامتداد الافق ولا يتمتعون طقسه الجميل ، فلم يتح للناس ممارسة  حقهم الطبيعي في الديموقراطية وحرية التعبير وتحصيل لقمة عيشهم بكل هدوء وسكينة في اجواء آمنة ومستقرة  ،  فهذه الجماهير لم تحصل في حياتها على لقمة خبز بدون معاناة  وتضحيات ودماء  ، ولم تتنسم هواءا نقيا بسبب مجاري المستوطنين ، ونتيجة قطع الاشجار بالجرافات الاسرائيلية ، ولم تعرف الامن والاستقرار بسبب الانقلاب والانقسام  الذي امتد الى كل بيت وكل دار وكل زنقة  في غزة ورفح والشاطيء وجباليا  وخانيونس وغيرها .

لا بد من انتفاضة  غزاوية  تساندها وتشد ازرها تحركات جماهيرية ضفاوية ، ولا بدَّ من غضب شعبي يطيح بالمتزعمين والفاسدين الرافلين بعائدات انفاق التهريب وملايين التبييض الايراني  ، ولا بد من محاربة  انانية الحكام وشهواتهم الشخصية  ، فلم يعد في العالم  العربي الثائر على حكامه  بروجا مشيدة للحكام يمكن ان تكون حصينة وعصية  لى الاحتجاجات ، ولا يغرنكم الهدوء المتخفي وراء قسمات الوجوه المتبسمة  بينما تسيطر على النفوس مشاعر غضب مكبوت  .

وباختصار فالتغييرات التي تشهدها منطقة الجوار العربي  لن تبقي اي بلد في في مأمن  مهما ظنت انها بعيدة او بمنأى عما يجري ، بعكس الانطباع الذي  يشيعه البعض في غزة عن حصانة القطاع من الثورة الداخلية  بوصفه ام المقاومة  في مواجهة اسرائيل  ، فمطالب العيش الكريم والحرية والكرامة   والتحرر الوطني لن تمنعها  شعارات غوغائية ولا ترويجية او ترويعية  ، وويل يومئذ للذين  لم يقدموا لشعبهم  ما كان يتعين عليهم  تقديمه في الوقت المناسب حين يجدون انفسهم  في مأزق حقيقي ،  وليس بالقمع والتجويع  وكبت الحريات  تدوم الانظمة  بل ان تلك الممارسات تعجل من نهايتها ،  فلا احد يمكنه الوقوف في وجه الغضب الجماهيري  مهما بلغ من قوة ..!!

لينتفض الغزاويين ..!!

لينتفض الغزاويون  ..!!
باسم ابوسمية
يكاد  ضجيج  الثورات العربية الاتي من الشرفات القريبة ان يدق ابواب قطاع غزة   ليقول  لاقطاب  حماس والحكومة المقالة  انهم امام احد خيارين  فاما انهاء الانقسام اليوم وليس غدا واما السقوط امام زحف  الجماهير لتغيير نظام الحكم القائم هناك ، وعليهم النظر بعين الجدية الى  في ما يدور بجوارهم العربي قبل فوات الاوان ، الا يدرك الغيارى على مستقبل القضية الفلسطينية وما يحيق به من مخاطر  أن التغيير في المنطقة العربية  سيضرب ان عاجلا او آجلا كل المنطقة  مثل التسونامي ، وعندها لن  يستطيع  احد  منعه او الوقوف في وجهه  .

  ليعلم القاعدون في خلواتهم ان المسؤول عن عدم الاستجابة لمطالب الشباب بانهاء الانقسام سواء كانوا مسؤولي فصائل  او قادة سياسيون  سيدفعون  الثمن ،  هذا ما تقوله تطورات الاوضاع  وتضييق الخناق الاقتصادي والانساني فالوضع السياسي يسوء يوما بعد يوم  والمعيشي والاقتصادي يتدهوران ويضيق حبل الفقر والعوز على اعناق ابناء القطاع شيئا فشيئا  الا ما يجود  به المهربون  الصغار من انفاق الكبار ،  وليس من المقبول  استمرار هذا الحال الى مالا نهاية  ، فطبخة غزة يجب ان توضع فوق نار ساخنة لتسريع الحل ، ولا يمكن لقادة الفصائل الفلسطينينية مواصلة دفن رؤوسهم في الرمال  ، فالقطاع مشلول  نتيجة الحصار والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة  ، ولا يجوز ان يبقى  مرهونا بالتصريحات  الحامية ولا يمكن للجدل ان يظل بيزنطيا وسفساطئيا في بلد مشلول ومعاق اقتصاديا يعيش الفتات  ويواصل القادة  المنتشين التشدق بالصمود والتصدي لارضاء  غرورهم بغض النظر عن النتائج .

ومنذ انقلاب حزيران  قبل اربع سنوات فان قطاع غزة  يعيش في حالة انعدام توازن وفراغ  وتراجع في السياسة  في المؤسسات وفي الحكم  وفي الاقتصاد  ، ويغيب الاهتمام الرسمي باحوال الناس واحتياجاتهم وهمومهم ،  وينسون ان استمرار الاوضاع على هذا النحو من شانه ان يحقن  النفوس بالمزيد من الأحقاد والضغائن ويعزز الفرقة والتشتت .

ليس المقصود كيل الاتهامات عشوائيّاً أو انتقائياً ،  فكل العالم من غزة الى البرازيل واستونيا يعلم ان اهالي القطاع  ينوؤون منذ سنوات طويلة تحت احمال ثقيلة من المعاناة بكل اشكالها  الفقر والبطالة وفقدان الوظائف وتحكم فصيل واحد بمقدرات الناس وحياتهم  وهناك الخنق الاقتصادي والحصار  وحرمان الناس من التحرك ، وفوق كل ذلك ممارسة اجهزة حماس سلطتهم القمعية  على الناس وعلى ممتلكاتهم وعلى الاماكن الذي يستنشقون فيه الهواء  وتمنع مقاهي الانترنت والاختلاط والافراح والفنون والرسم والاناشيد الوطنية ورفع الاعلام الفلسطينية  والاحتفال  بالمناسبات الوطنية ، بما في ذلك احياء النكبة وانطلاقة الثورة الفلسطينية   وينسى قادة غزة  ان كل ذلك يتم وفي الدول المجاورة غليان شعبي  واحتجاجات جماهيرية تطالب برحيل انظمتها  ، فما الذي  يمنع وصول التغييرات والانتفاضات الى قطاع غزة   لاشيء يمنع ذلك فكلما  ضاقت حلقات القمع تزداد فرص الثورة ويقترب فجر الحرية ، وما يحصل في عواصم كانت تعتقد انها عصية على الاحتجاج خير دليل ، ثم ان  المحرك الاساسي  للثورات الشعبية لم يكن سياسيا  فقط  بل فعلا شعبيا لتحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية.
ما نراه ونسمعه من حقن متواصل للاجواء مع كل يوم يمر ومن رفض حماس لمبادرة لارئيس انهاء الانقسام  يضع قيادة حماس  تحت مرمى الغضب الجماهيري الذي لا يرحم ، فلا يغرنهم ما يقال من اراء غوغائية عن ان حماس هي صمام الامامن في مواجهة المخططات الاسرائيلية  فلينظروا الى ما حصل في نظام القذافي والى ما يجري في سوريا ،  فاقوالهم  تعكس الأنانية المتناهية وتقود الى تعطيل الحياة  بكل اشكالها في قطاع  غزة من بابه الى محرابه .

واسباب اغماض الاعين وصم الاذان عن معاناة الغزاويين واضحة  فهي متصلة باجندات وبرامج ايدلوجية ،  قبل ان تكون سياسية ، واقليمية قبل ان تكون محلية ،  ومرتبطة بقوى ذات مصالح استثمارية ومالية وليس سسياسية  تفرض نفسها وارادتها وقرارها على اهالي  القطاع المغلوبين على امرهم  ، بدعم خارجي لاولياء الامر المفروضين على الناس بقوة الانقلاب والانقسام يستقوون على الناس  بالحصار الاسرائيلي .
 الربيع العربي الذي لم يزهر في فلسطين و في غزة  خصوصا  هو ربيع ثورة شعوب  مقهورة في بلاد لم تستمتع منذ عقود طويلة  بمشهد الربيع الاخضر وزهوره وعصافيره  وحريته وسهوله الواسعة الرحبة  الممتدة بامتداد الافق وطقسه الجميل  ، ولم يتح لها ممارسة  حقها الطبيعي في الديموقراطية وحرية التعبير وتحصيل لقمة عيشها بكل هدوء وسكينة في اجواء آمنة ومستقرة  ،  فهذه الجماهير  تحصل في حياتها على لقمة خبز بدون معاناة  وتضحيات ودماء  ،  ولم تتنسَّم هواءا نقيا بسبب مجاري المستوطنين ونتيجة قطع الاشجار ، ولم تعرف الامن والاستقرار بسبب الانقلاب والانقسام  الذي امتد الى كل بيت وكل دار وكل زنقة  في غزة ورفح والشاطيء وجباليا  وخانيونس وغيرها .

لا بد من انتفاضة  غزاوية  تساندها وتشد من ازرها تحركات جماهيرية ضفاوية ، ولا بدَّ من غضب شعبي يطيح بالمتزعمين والفاسدين الرافلين بعائدات انفاق التهريب وملايين التبييض الايراني  ، ولا بد من محاربة  انانية الحكام وشهواتهم الشخصية  ، فلم يعد في العالم  العربي الثائر على حكامه  بروج مشيدة للحكام يمكن ان تكون حصينة وعصية  لى الاحتجاجات ، ولا يغرنكم الهدوء المتخفي وراء قسمات الوجوه المتبسمة  بينما تسيطر على النفوس مشاعر غضب مكبوت  .

وباختصار فالتغييرات التي تشهدها منطقة الجوار العربي  لن تبقي اي بلد اخر في في مأمن  مهما ظنت انها بعيدة او بمنأى عما يجري ، بعكس الانطباع الذي  يشيعه البعض في غزة عن حصانة القطاع من الثورة الداخلية  بوصفه ام المقاومة  في مواجهة اسرائيل  ، فمطالب العيش الكريم والحرية والكرامة   والتحرر الوطني لن تمنعها  شعارات غوغائية ولا ترويجية او ترويعية  ، وويل يومئذ للذين  لم يقدموا لشعبهم  ما كان يتعين عليهم  تقديمه في الوقت المناسب حين يجدون انفسهم  في مأزق حقيقي ،  وليس بالقمع والتجويع  وكبت الحريات  تدوم الانظمة  بل ان تلك الممارسات تعجل من نهايتها ،  فلا احد يمكنه الوقوف في وجه الغضب الجماهيري  مهما بلغ من قوة ..!!

الأربعاء، 23 مارس 2011

المطلوب تغيير الشعوب

المطلوب تغيير الشعوب  ..!!
 باسم ابو سمية  ...
كل الشعوب العربية نواشز وعليها  العودة الى بيوت الطاعة طوعا وفي وقت سريع كي لا تجلب بقوة البوليس ، فكل الحكام العرب ديمقراطيون وطيبون واذا حدث وان قمعوا شعوبهم فبوسائل حضارية  وقانونية  ، فلم يعذبوهم ولم يبطشوا فيهم ولم يطفئوا السجائر في اجسادهم  ولم يفلتوا الكلاب عليهم لتنهش لحومهم  ، معاذ الله ، فهذا قول افك  وكذب وافتراء واشاعات مغرضة يقف خلفها اعداء الامة ، الم  يطعموا الشعوب الناكرة للخير  من طيبات ما رزقوا  ولم يمارسوا الديكتاتورية ضدهم  مطلقا فهم  لانهم لا يعرفونها ولا يجيدون استخدامها ،  ولذلك فلا غبار على الحكام  لانهم  اولياء الامر  وقد حث الله سبحانة الناس  على طاعتهم ، فكيف يجرؤون على معصية  امر الله ،  مهما فتكوا بهم   وعذبوهم  ، فهم اعرف منهم باحوالهم  وتعرف اجهزة الانظمة الساهرة على راحة شعوبها  ما  يظهر الناس وما يبطنون   ،  الا يكفي  الشعوب العربية  ان  الحكام وضعوا انفسهم في المرتبة الثالثة بعد الله فقد جاء في الشعارات : " الله ، الوطن ، الزعيم " ، فماذا تريد الشعوب اكثر من هذا ، انه والله لعقوق للوالدين   ؟.
على ما يبدو ان المشكلة تكمن في قدرة الشعوب على فهم حكامها ، وعدم اعطائهم الفرصة لتوضيح مواقفهم ، وشرح لماذا يتصرفون كما يتصرف  الاباء بابنائهم القاصرين  فيحتفظون بمقدراتهم وامكاناتهم  واموالهم في خزائنهم كي لا ينفقوها  على اللهو واللعب والفمار  وشرب المنكر والعياذ بالله ، وهذه الشعوب لا تعلم سر منع  الانظمة لحرية  الرأي والتعبير  وكبف قبلت لنفسها معادة اولياء امورها الساهرين  الليل على راحتها ومن اجل رخائها  والحفاظ على مقدراتها ،  والجواب هو : لان الشعوب لا تعرف فن الدبلوماسية  ، و لو  تحدثت لافسدت العلاقات  مع الدول الشقيقة والصديقة والاعداء . 
من الواضح ان  ما اغضب الحكام هو تسرع الشعوب وتطاولها على حكامها  المناضلين والمجاهدين واللذين اقسموا ايمين بالفاع عن الوطن والشعب والامة ، وحنفوا بالقسم وخانوا العهد  ـ اليسوا هم الذين  افنوا اعمارهم وبذلوا كل غال ورخيص من اجلها  ، فلماذا قلة الاحترام ، ربما ان ذلك   جزء من ثقافة المؤامرة  التي تمليها  اجهزة الاستخبارات الغربية  علي الشعوب الدهماء ، فعلمتها كيف لا تغض الصوت  في حضرة  الحكام  . فمنهم   من افنى عمره في الدفاع عن ابناء شعبه، ومنهم  من من اكتشف في وقت متأخر انه لم يكن حاكما ولذلك فلا داعي للتنحي ، ومنهم من  خدم شعبه برموش عينيه  ، ومن يخشى من الحرب الاهلية  اذا تنحى ، ومن لم يكن ينتوي الترشح ، ومن لا يهمه الامر ويثق في ان شعبه يحبه ويموت فيه من اجل سواد عينيه .
 شيء ما نجهله قد تغير مؤخرا في ثقافة  الشعوب ، لنكتشف فجأة ان الشعوب كانت تريد الحياة  ،  واذا بالقدر لا يلقي هذه الامنية  في بئر خاربة ،  فيستجيب ، يا لهذا القدر الذي يستجيب لكل الشعوب مرة واحدة  فيشرع بالاطاحة بانظمته الطيبة المسكينة العطوف  الرؤوم ، الله ، الله ايتها الشعوب الثائرة على انظمتها كم اخطأتم بحق خكامكم  وستندمون على هذه الاخطاء  في المستقبل عندما تكتشفون ان الغرب وخصوصا الولايات المتحدة كانت تقف ورءا ثوراتكم ،  الم يقل لكم حكامكم هذا فرجمتموهم بالحجارة . 
لقد اصابتنا الحركات الثورية التي تجتاح العالم العربي تباعا بالملل والتعب فاصبحنا لاننام ولا  نشاهد الافلام ولا نتابع المسلسلات التركية والاجنبية ، فاصبحنا اسرى لاجهزة التلفزة من اول الليل الى اخره نتنقل بين  الفضائيات ، واقمنا علاقات ود  مع زين الدين بن علي وتعاطفنا مع حسني مبارك ،  ونحاول الان تفهم تمسك  علي عبد الله صالح  بالحكم بيديه ورجليه ، واستيعاب عدم رحيل العقيد معمر القذافي واستمرار كتائبه في قصف المدنيين ، في مصراطة وموقفه  المضحك من التحالف الصليبي ضد سيف الاسلام .
ماذا نفعل في هذا السياق  ، هل نترك الامور تجري على عواهنها  بلا قيادة تدير دفتها ، ونترك الشعوب تطيح بحكامها الانقياء الاتقياء ونقف مكتوفي الايدي ، والصحيح ان علينا  فعل ما يتوجب علينا  تجاه احد الفريقين ،اما الوقف الى جانب  الحكام الضعفاء  ونطالب  بتغيير الشعوب ،  ام الى جانب الشعوب المضطهدة ونطلب تغيير الانظمة ، وشرطنا الوحيد لذلك  ان يحسم  احد  الطرفين النتائج في وقت قريب حتى نعود الى حياتنا الاعتيادية ونتفرغ لمسلسلاتنا وافلامنا العربية والاجنبية  والبحث عن اماكن اللهو والسهر والمرح  لتعويض ما فاتنا من وقت  في  متابعة مسلسل  تهاوي الحكام الظالمين  واحدا تلو الاخر ..!!