الأحد، 17 أبريل 2011

......................

الاخوان قادمون  ، فما انتم فاعلون  ...!!
باسم ابو سمية
بعد الآن لم يعد بامكان الجماعات الاسلامية في العالم العربي بكل مكوناتها واحزابها الزعم بان  القوى الاجنبية  هي التي تزرع الانقسام في الامة العربية الواحدة  ،  بل ان من اعلن النفير هو الذي يتحمل المسؤولية عن التدهور المنتظر في بنية الامة والمجتمعات ، فليس الغرب هو الذي قال : " يا سلفيين.. يا صوفية.. يا أنصار السنة ، لا نوم بعد اليوم ، حتى نمكن لهذا الدين فى مصر، فلا تضيعوا علينا هذه الفرصة العظيمة فى الانتشار السياسى بالمساجد والمصانع والجامعات " من قال هذا سعد الحسيني  القيادي في  جماعة الاخوان المسلمين  التي تبنت مؤخرا سياسة  تعدد الاحزاب ليسهل عليها استقطاب مختلف فئات الشعب  .
وكلام كهذا لا يصدر الا عن جماعة كتلك ، وهنا تماماً تقع لحظة مقتل الانتفاضات والثورات الشعبية  وحركات التحرر العربية من تونس الى اليمن  مرورا بدول اخرى ، واذا لم يوضع سد مانع امام مخططات جماعة الاخوان فان على الدنيا السلام  ،  فهي  تقول ان حزبها  قوة مؤهلة لاستلام الحكم في مصر ،  وحينئذ سيكون باستطاعة الجماعة  تطبيق  الحكم الاسلامي واقامة الحد وفرض الجزية على أهل الذمة  من غير المسلمين ،  وبهذا يصبح من السهل زرع الانقسام في الامة العربية والاسلامية .
هل فعلا من السهل استغلال الجماعة احداث العالم العربي والقفز على الثورات واغتصابها امام اعين اصحابها الشرعيين ،  دونما مبالاة اذا ما كان هذا سيؤدي الى  اشعال حرب طائفية ، وشرارتها تصريحات جماعة تسمى السلفيين الجهاديين  تعيش كاقليات على هوامش المجتمعات العربية ، ولم تطلق في حياتها رصاصة واحدة ضد اعداء الامة ، تقول ان الحل يكمن  باقامة النظام الاسلامي في كل دولة تطيح الثورة بحاكمها  بدءا بمصر وتونس ، ومن ثم اليمن وليبيا وبقية الدول  عندما يرحل الحكام  طوعا او اكراها .
هذه الاعترافات تكفي للاخذ في الاعتبار الاشارات المرسلة من الجماعات الاسلامية  ولا سيما ما قاله  المرشد العام السابق للاخواان المسلمين الذي دعا الى ضم الراقصات  والراقصين والفنانين  الى الاخوان بعد اعلان التوبة لتوسيع القاعدة الشعبية للجماعة اكثر مما هي متسعة ، وما قاله بعد  ذلك احد قادة الجماعة سعد الحسيني حول تطبيق الشريعة الاسلامية ، وهي اقوال ادخلت الهواجس والمخاوف الى قلوب الناس  ولا سيما جماعة  العلمانيين الاكثر قدرة على  استخدام حاسة الشم لكشف كنه ما صدر من تصريحات تبعث على الارتجاف خوفا من اهوال المستقبل  الاتي   .
وخلاصتها توحي بمستقبل صعب ينتظر كل فئات المجتمع  بلا استثناء  ان لم تتصدى الجماهير وفي مقدمها  جمهور النخبة من المثقفين  والكتاب الليبراليين والعلمانيين والمسيحين لدعوات اعلان النفير والاستيلاء على الحكم واخضاع الجميع للنظام الاسلامي  بحجة  حماية ا انجازات لثورات .
الوجه الآخر المظلم لمستقبل العالم العربي  ان الاخوان المسلمين باتوا جزء من تيار واسع يمثل التقاليد والثقافة الدينية واذا ما تحالف مع  السلفيين و القوى ألاخرى فانها ستصبح قريبا قوة مهيمنة برلمانيا او حتى رئاسيا وراسخة دستوريا وواقعيا ، وجميع المعنيين واولهم شباب فيس بوك  ، واقطاب السياسة  ورؤساء الاحزاب والناس العاديين والعمال والفلاحين  ، والعاطلين عن العمل والمتسولين  والتجار ورجال الاعمال واصحاب المطاعم ورواد المقاهي مطالبون  بمنع الجماعة من الاستيلاء على الحكم  ، فهي ليست افضل من الحكام ممن قضوا نحبهم السياسي  ومن لا زالوا ينتظرون .
فالامر لا يقف عند حدود مجرد التصريحات ، بل انها تعكس  سلوكا متحجر تهدد الجماعات الاسلامية  بتطبيقة على المجتمعات  ، والذي سيتحول الى  حريق يشعل المنطقة ويلتهمها بلداً إثر آخر  ،  وفي هذا السياق فان ثمة فرصة سانحة  لقطع الطريق  على التطرف الديني التي بدأنا نسمع نغماتها تتردد بين ظهرانينا في الاونة الاخيرة  ، وبغير ذلك فلا سبيل للنجاة  ، وافكار كهذه تدفع الناس الى تجرع كؤوس العنصرية وتدفع الى وقوع  الدول العربية الواحدة تلو الاخرى. في فخ التطرف ..
لعلكم لم تنسوا  بعد  الجريمة البشعة قبل ايام قليلة في غزة  التي تثير اسئلة عن معناها وتوقيتها حين اقدمت  مجموعة سلفية مقربة من تنظيم "القاعدة" تطلق على نفسها  " سرية الصحابي الهمام محمد بن مسلمة " على قتل المتضامن الايطالي والصحافي فيتوريو اريغوني (36 سنة) بعد خطفه والتهديد بقتله اذا لم تطلق حركة المقاومة الاسلامية "حماس" مؤيدين لهذه الجماعة من السجن. ، ووجد اريغوني جثة مكبلة ومشنوقة في بيت مهجور بمدينة غزة ،
 وتقول جماعة الإخوان المسلمين على لسان عدد من قياداتها انها تسعى  لإقامة الحكم الإسلامى وتطبيق حدود الشريعة الإسلامية فى مصر، ما أثار ردود فعل غاضبة بين قيادات الأحزاب السياسية الذين أكدوا أن هذه تصريحات ضد الدولة المدنية، وتثير قلق الليبراليين. وقال سعد الحسينى، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، " إن أمام الجماعة ثلاثة  قضايا فى الوقت الراهن ، هى حماية الثورة ، وتطوير التنظيم ومؤسساته وهياكله ، وأخيراً تحقيق مشروع نهضة الأمة وصبغة الشعب بصبغة الإسلام ، فهذا هو مجد الإخوان " .
ربما هي الموجة الاولى من موجات تراجع الانظمة الليبرالية والديمقراطية العربية في مقابل تحول  الجماعات الاسلامية الى انظمة حكم أحادية وطويلة الاجل ، وما بين الاخوان المسلمين  وبين السلفيين الذين يشكلون جزءا من تنظيم القاعدة  ، فان الانظمة الديمقراطية القديمة ستسحق تحت أحذية انظمة الحكم الاسلامية الجديدة اذا لم تتحد القوى السياسية وأحزاب المعارضة وحركات الشباب  فى جبهة وطنية لمواجهة التيارات المتطرفة التى تريد هدم المؤسسة الرسمية  واستخدام الدين كعامل جذب للناس في مواجهة الشعار الوطني ، وان لم يستطع العلمانيون مواجهة الاسلاموفوبيا ، فما عليهم  الا فرش السجاد الاحمر  ليمر فوقه  الاخوان  لانهم حتما  قادمون..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق