الجمعة، 8 أبريل 2011

التحالف الغربي متفكك

التحالف الغربي متفكك   ..!!
باسم ابو سمية
مرة اخرى نحذر من النتائج الكارثية للفوضى التي باتت تميز ثوار ليبيا في ميدان القتال ، فامام المجلس الانتقالي الليبي وثواره وقت طويل وعمل كثير وشاق وبحاجة الى كل عنصر منهم  لتحقيق هدفهم  برحيل العقيد المتمسك باسنانه بكرسي الحكم ، فالقذافي الذي تفرد بخيرات ليبيا ونفطها وملياراته تاركا شعبه يموت جوعا  لاثنين واربعين عاما ، رجل  يمكنه ان يضحي بكل الشعب الليبي  ويفضل الموت على التنحي ، واذا ما استمرت الفوضى الثورية  فانها ستكبد  المقاتلين  المزيد  من الضحايا  .
ما حصل خطأ مزدوج يتحمله الطرفان معا ، النيتو والثوار، فالفوضى والارتجالية  لا تزالان تحكمان الموقف في ميادين القتال ، وعدم تحكم الثوار بزمام الامور وتسلل المدسوسين الى صفوفهم تحت شتى العناوين سيصيب الثورة بمقتل لن تقوم لها  بعده قائمة ،  وكل من يراقب المشهد الفوضوي لتجمع الثوار تحت مرمى نيران القوات الحكومية  على شاشات التلفزة بالبث المباشر يعتقد انه امام  تظاهرات احتفالية عشوائية  بلا قيادة ولا استراتيجية ، ولا اهداف ، ومثل هذه الحالة لن تحقق ما يصبو اليه الثوار بالاطاحة بالعقيد  ولن  تجلب الغلبة لثوار يحاربون قوات نظامية متماسكة بفوضوية انتحارية .
هذه مشكلة خطيرة  ، اما المشكلة الاخرى ، فهي ان التحالف الغربي الذي تمثله امريكا وفرنسا وبريطانيا ويشترك فيه داعمون اخرون من الاوروبيين والعرب ، مختلفون، واختلافهم ليس بسبب الخطط العسكرية ، وانما  اولا حول كيفية صياغة حلول ومبادرات دبلوماسية لاقناع العقيد القذافي بالرحيل ، وثانيا خشيتهم من وصول الاسلحة الى ايدي تنظيم القاعدة الذي يشكل الخطر الاكبرعلى اوروبا والولايات المتحدة ومن هنا جاء التردد الغربي بتقديم الدعم العسكري المباشر لقوات الثورة الليبية .
 فاذا ما وقعت الاسلحة بايدي هذا التنظيم الاسلامي المتطرف فان اوروبا ستقع في  ازمة داخلية تهدد استقرارها ، ولهذا تباطأت قوات التحالف بتطبيق قرار مجلس الامن بحماية المدنيين وتعثرت خلال الايام الاخيرة عمليات ضرب مواقع قوات القذافي  لاسباب لا يعلمها الثوار ، ولهذا اصيبوا مرة اخرى  بخسائر بشرية اضافية بنيران صديقة من قوات التحالف .
ولا يكفي ان تقوم قوات التحالف الغربي في الايام الاولى من بدء الغارات بقصف بعض الاهداف الحكومية ثم تلملم طائراتها وتستريح ،  لتعود بعد ايام الى مواصلة طلعاتها الاستكشافية وعندما تقرر القصف ، تقتل خمسة وتجرح عشرة  من الثوار ،  وعلى الارض لا تزال مذابح بشرية يرتكبها النظام في مصراتة وغيرها ولا تكاد تسمع فيها صرخات الضحايا من المدنيين الذين يذبحون بدم بارد وسط ضجيج  طائرات حلف النيتو المحلقة في الاجواء الليبية  بما يشبه القعقعة بلا طحين .
ولعله عذر اقبح من ذنب ان يتخذ  حلف النيتو من الاحوال الجوية  سببا للتباطؤ  في حماية المدنيين الذين يقتلون يوميا جراء حرب الابادة  الشاملة ، من قتل وقطع الماء والكهرباء  والغذاء والدواء ، وقصف المستشفيات  والمساكن والمساجد  وتدمير انابيب المجاري  ، واغراق الشوارع  بالمياه العادمة منذ اكثر من اربعين يوما.
 ربما ان اوروبا تراهن على اصابة العقيد بالملل من مشاهد الدم المتدفق من الضحايا فيتوقف بدون ضغوط عسكرية ، وبذلك يوفر عليى دول التحالف  تكاليف ماليه باهظة تتكبدها يوميا ، فكلفة القنبلة الواحدة تبلغ ما بين مليون الى مليوني دولار ، وربما تكون التكاليف الباهظة هي التي دفعت الحلف الى اتباع سياسة التقشف الاقتصادي في المصاريف،  فحسابات الربح والخسارة بينت اان  خسارة المال اهم ، من خسارة الارواح  ، فقتل المدنيين   لن يثير ردود الفعل التي تثيرها  خسارة خزائن المال لدول الحلف  ما يفتح  الابواب على احتجاجات شعبية واسعة وطويلة المدى ، وعليه فان كف ايدي العقيد عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحاجة الى حكمة وتأن  وطول نفس  ..
في المقابل فان نظام العقيد يكذب فيصدق التحالف كذبته  حين يقول في رسالته للرئيس الاميركي باراك اوباما ، ان الثورة من صنع تنظيم القاعدة وحفنة من الاسلاميين المتطرفين ، وتتردد الولايات المتحدة في اتخاذ قرار تزويد جنود وثوار المجلس الانتقالي بالسلاح ، ويلتقي  كذب النظام مع كذب التحالف  فيتوقف هدير طائرات الحلف ، ولا تعود تثير خوف قوات  القذافي  التي يقول الحلفاء انها تختلط  بالمدنيين وتتخذ منهم  دروعا بشرية  تعقد مهمة طائراتهم في تحديد العدو من الصديق .
ايها الثوار ، انها فرصتكم الاخيرة لاعادة تنظيم صفوفكم  واعداد انفسكم ، وعدم السماح لاي  متسلل بالاندساس فس صفوفكم ،  وعلى قيادة الثوار استخدام القسوة لتنفيذ  التعليمات والاوامر العسكرية ، فتنظيم الصفوف هو خيمتكم  الاخيرة   امام الهزات الارتدادية  التي تسببها الفوضى  والارتجالية ، وما قد تجلبه من ضحايا ، وعلينا ان نخاف على مستقبل الثورة والبلاد واهلها   وثرواتها  ، وعليكم ان تضعوا خوفنا هذا في الحسبان ، ومع انكم تتعرضون للقصف ويموت منكم  الكثيرون في الميدان  ، فاننا نحن ايضا نموت مئات المرات يوميا  ونحن  نتابعكم  على محطات التلفزة  .
  لا نرغب في  ان تتواصل ثورتكم  بين مد وجزر ، بينما تكاد  اقوال الزعيم بان الثورة تصنعها القاعدة  تلقى اذانا صاغية في الولايات المتحدة واوروبا ، وحتى  يتبين عكس اقواله  سيستمر في ذبح  المدنيين الليبيين في ما يشبه دبلوماسية ازهاق الارواح التي تتبعها قوات التحالف  ...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق