مخاطر فوضى الثورات العربية ..!!
باسم ابو سمية
على المنتفضين العرب ضد انظمة الحكم ان يقتلعوا شوكهم بايديهم ، عملا بالمثل القائل " ما حك جلدك مثل ظفرك " ، فلا حقوق الانسان ، ولا الحريات ، ولا الديموقراطية ، ولا حتى النفط هي عامل الانجذاب الغربي الوحيد لتأييد الانتفاضات ، فهناك دائما ما يسمى بالمؤامرة التي تحاك تفسر التراجع الملحوظ في الموقف الاميركي والبرود الاوروبي لتقديم الدعم اللازم للشعوب المتفضة للمطالبة بتغيير احولها السياسية والمعيشية ، ما اعطى دعما غير مباشر للانظمة وسط صمت مريب غير مبرر .
وما نلاحظه اليوم في ميادين الاحتجاج اقرب الى الفوضى والاضطرابات يقابله حذر وتردد عند الغرب من تسلل المتطرفين الى ساحات هذه الثورات ، ما يدفع الوضع العربي الى مربع خطر ، وهذا المشهد المفرح المحزن في رأينا تطور مقلق جدا ، ويا ويلنا مما قد تنتهي اليه الثورات العربية في حال استفاقة الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة وانقضاضها على الثورات ، وحينها لا تنفع امريكا ولا اوروبا .
وعلى الثوار التأني والانتظار والتحقق مما يدور حولهم كي لا يتسلل بين ثيابهم اسلامي متطرف بلبوس المناضلين لينقلب عليهم في اللحظة المناسبة ، فماذا لو جرت الرياح بعكس ما تشتهي السفن وفشلت الثورات العربية في تحقيق اهدافها ، سؤال يثور حيال التخوف من احتمال تسلل التنظيمات الدينية المتطرفة الى صفوف الثورات والاستيلاء عليها بالترغيب او الترهيب ، واستخدامها لصالح برامجها ، واذا حصل هذا فلا كانت ثورة يقودها ملتحون وسلفيون وتنظيمات تعشق العنف والدم وترفض الحوار والتفاهم والاعتراف بالاخر ، وفي هذه الحالة فمن الافضل للشعوب البحث عن حلول اخرى .
ولا يمكن التقليل من شأن اليوم الذي تحققت فيه المعجزات وصار الخيال واقعا حين التقت تطلعات الشعوب المقهورة مع رغبات الانظمة الامبريالية حسب التصنيف اليساري القديم ، كما لا يمكن التقليل من شأن اليوم الذي باتت فيه الادارة الاميركية تشجع التعامل مع الاحزاب الاسلامية التي كانت بالامس عدوا ، واصبحت اليوم موضع ثقة ، وليس من قبيل المصادفة ان الثورات اندلعت في دول عربية كانت من اقرب حلفاء الولايات المتحدة وهي التي مدتها بالمال والخبراء ودربت اجهزتها الامنية وجيوشها وزودتها بوسائل لقمع شعوبها .
لا نشكك في ارتباط الثورات العربية بالامبريالية ، ولا القول بان الغرب يقف وراء حركات الاحتجاج والانتفاضات مثلما تدعي بعض الانظمة ، ولكن اعتمادا ما كنا نقوله دائما وثبتت صحته ، بان الولايات المتحدة لها في كل عرس قرص ، فقد صدق المثل واصبح لزعيمة العالم اقراصا كثيرة من الرجال والجماعات في كل التنظيمات يسارية ثورية ويمينة رجعية واسلامية محافظة .
ما يجري في المنطقة ، يطرح اسئلة كبيرة ، لا يزال الجواب عنها مبكرا ، لان حركات التغيير والثورات الشعبية لم تنضج حتى الان بما في ذلك الدول التي جرى فيها تغيير الانظمة مثل تونس ومصر ، ولا يعرف ما الذي سيحدث في المستقبل المنظور ، وأحد اهم هذه الاسئلة يتعلق فيما اذا ستنشأ في هذه البلدان انظمة ديمقراطية ، ام متطرفة ، انها لحظة الحسم بمنع تنظيم متشدد يضم سلفيين منغلقين من التقاط الفرصة .واستلام الحكم .!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق