الأربعاء، 6 أبريل 2011

مخاطر فوضى الثورات العربية  ..!!
باسم ابو سمية      
           على المنتفضين العرب ضد انظمة الحكم ان يقتلعوا شوكهم بايديهم ، عملا بالمثل القائل " ما حك جلدك مثل ظفرك " ، فلا حقوق الانسان ، ولا الحريات ، ولا الديموقراطية ،  ولا حتى النفط هي عامل الانجذاب  الغربي  الوحيد لتأييد الانتفاضات  ، فهناك دائما ما يسمى بالمؤامرة التي تحاك تفسر التراجع الملحوظ  في الموقف الاميركي والبرود الاوروبي لتقديم الدعم اللازم للشعوب المتفضة  للمطالبة بتغيير احولها السياسية والمعيشية   ، ما اعطى دعما غير مباشر للانظمة وسط  صمت  مريب غير مبرر .
وما نلاحظه اليوم في ميادين الاحتجاج اقرب الى الفوضى والاضطرابات  يقابله  حذر وتردد عند الغرب من تسلل المتطرفين الى ساحات هذه الثورات  ، ما يدفع الوضع العربي الى مربع  خطر ،  وهذا المشهد المفرح المحزن في رأينا تطور مقلق جدا  ، ويا ويلنا مما قد تنتهي اليه الثورات العربية في حال استفاقة  الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة وانقضاضها على الثورات ، وحينها  لا تنفع امريكا ولا اوروبا . 

وعلى الثوار التأني والانتظار والتحقق  مما يدور حولهم كي لا يتسلل بين ثيابهم اسلامي متطرف بلبوس المناضلين لينقلب عليهم في اللحظة المناسبة ، فماذا لو جرت الرياح بعكس ما تشتهي السفن وفشلت الثورات العربية في تحقيق اهدافها ، سؤال يثور  حيال التخوف من احتمال تسلل التنظيمات الدينية المتطرفة الى صفوف الثورات والاستيلاء عليها بالترغيب او الترهيب ، واستخدامها لصالح برامجها ، واذا حصل هذا  فلا كانت ثورة يقودها ملتحون وسلفيون وتنظيمات تعشق العنف والدم وترفض الحوار والتفاهم والاعتراف بالاخر ، وفي هذه الحالة فمن الافضل للشعوب البحث عن حلول اخرى .
 ولا يمكن التقليل من شأن اليوم الذي تحققت فيه المعجزات وصار الخيال واقعا حين التقت تطلعات الشعوب المقهورة مع رغبات الانظمة الامبريالية حسب التصنيف اليساري القديم ، كما لا يمكن التقليل من شأن اليوم الذي باتت فيه الادارة الاميركية تشجع التعامل مع الاحزاب الاسلامية التي كانت بالامس عدوا ، واصبحت اليوم موضع ثقة  ، وليس من قبيل المصادفة ان الثورات اندلعت في دول عربية كانت من اقرب حلفاء  الولايات المتحدة وهي التي مدتها بالمال والخبراء ودربت اجهزتها الامنية وجيوشها وزودتها بوسائل  لقمع  شعوبها .
لا نشكك في ارتباط الثورات العربية بالامبريالية ، ولا القول بان الغرب يقف وراء حركات الاحتجاج والانتفاضات  مثلما تدعي بعض الانظمة ، ولكن اعتمادا ما كنا نقوله دائما وثبتت صحته ، بان الولايات المتحدة  لها في كل عرس قرص ، فقد صدق المثل واصبح لزعيمة العالم اقراصا كثيرة من الرجال والجماعات في كل التنظيمات يسارية ثورية ويمينة رجعية  واسلامية محافظة  .
ما يجري في المنطقة ، يطرح اسئلة كبيرة  ، لا يزال الجواب عنها مبكرا ، لان حركات التغيير والثورات الشعبية لم تنضج حتى الان بما في ذلك الدول التي جرى فيها تغيير الانظمة مثل تونس ومصر ، ولا يعرف ما الذي سيحدث في المستقبل المنظور  ، وأحد اهم هذه الاسئلة يتعلق فيما اذا ستنشأ في هذه البلدان  انظمة ديمقراطية ، ام متطرفة ، انها لحظة الحسم بمنع تنظيم متشدد يضم سلفيين منغلقين من التقاط  الفرصة .واستلام الحكم .!!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق