لا اكراه في الاعتراف بالدولة ..!!
باسم ابو سمية.
ربما تمطر السماء في ايلول لتبرد الغليان السياسي المنتظر حصوله في هذا الشهر الاسخن من بين اشهر الصيف حيث سيفجر الرئيس ابو مازن مفاجأته باعلان الدولة الفلسطينية على حدود 67 ، لا شيء على الله ببعيد فمن أمر المطر بالنزول في آب يمكنه ان يأمره بالانهمارفي ايلول ، وفلسطنينا فهذا الشهر بات يعرف بشهر الويلات والمصائب ، فيه ارتكبت المذابح ، واندلعت الحروب والاجتياحات ، فارتبط في الاذهان بالشهر الثقيل ، اللهم اكفنا شره وقنا قره وحره وويلاته وبدل سيئاته بحسنات ، وهذه السنة فان ايلول ليس مثل بقية الشهور فربما يشهد اعترافا دوليا بالدولة الفلسطينية ، ونقول ربما لعدم امتلاكنا ادلة دامغة لى احتمال نجاح المساعي الفلسطينية بهذا الخصوص .
الجميع يعلم ان طبخة الاعتراف بالدولة وضعت منذ اشهر على نار هادئة كي تنضج ولا تحترق ، فقبل حوالي ثلاثة اشهر من اليوم قال قيادي رفيع في حركة فتح ، أن الرئيس محمود عباس كشف خلال الاجتماع احد اجتماعات المجلس الثوري للحركة إنه يحضر لمفاجئة في شهر أيلول المقبل على صعيد الوضع السياسي ، وحين سأل اعضاء الثوري الرئيس عن المفاجئة ، اجاب : " لن أخبركم عنها وأعلمكم أنه لا أحد في القيادة يعرف بما أفكر به ؛ ولكن عليكم أن تستعدوا لتلك المرحلة " ، وحديث الرئيس هذا جاء في سياق كلامه عن البدائل بعدما وصلت المفاوضات مع اسرائيل الى طريق مسدود ، لكن الرئيس رفض التعقيب على سؤال حول إمكانية حل السلطة الفلسطينية، وعن البدائل السياسية على هذا الصعيد ، وكلما اقترب ايلول ازداد وجيف القلوب ، وها هو يقترب شيئا فشيئا ليضع الفلسطينين امام خيارات صعبة ، اصعبها المواجهة مع امريكا ؟ ..
اذا يصح الحديث عن تطور ذي دلالة كبرى يتصل بما سيقدم عليه الرئيس ابو مازن في ايلول من خطوات تبدو من فئة الفوق عادية ، وعندها سنرى اذا ما سيرتفع مستوى الصراع السياسي الفلسطيني الاسرائيلي ، ام سيدخل الطرفان مرة اخرى في لعبة التفاوض برعاية الولايات المتحدة .
هنا يمكن الوقوف عند مرحلة التوازن السياسي الذي يتعين على ابي مازن دخولها من دون أي تردد ، واستدراج الخصم الاسرائيلي الى مقارعة مباشرة حول من هو صاحب الكلمة الاخيرة ، ومثل هذه اللعبة تستعيد احدى اخطرالحقب في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لانها تختزن كل الاحتقانات السياسية قديمها وجديدها ، ولعل كلام السيد صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات السابق عن اعتقاده بأن هناك جهات في الادارة الاميركية ترى انه لا يمكن لواشنطن القيام باي خطوة تتعلق بالقضية الفلسطينية بدون موافقة اسرائيل ، يضع المسألة برمتها تحت مرمى الجدل الدولي ويضع المستقبل الفلسطيني في دائرة الخطر .
كل هذا والصراع لا يزال عند مشارف موعد الاستحقاق ، فماذا بشأن ما يتردد من تسريبات حول استعدادات لحماس لافشال اعلان الدولة الفلسطينية ، وماذا بخصوص قراراللجنة المركزية لحركة فتح بتشكيل لجنة من أعضاءها لدراسة الأفكار المتعلقة باستحقاقات سبتمبر ، وما يجب عمله استعدادا لهذه الفترة الهامة جدا ، خصوصا وان الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية سيتابعون منذ الآن قضايا كثيرة هامة على كافة المستويات السياسية والدولية والداخلية مثلما يقول الناطق الرسمي الفلسطيني .
هذا الكلام يضع القيادة الفلسطينية أمام مفترق طرق ، فإما أن يعترف المجتمع الدولي بما فيه اوروبا والجمعية العمومية للامم المتحدة بالدولة واما العودة الى مفاوضات جادة تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية خالية من الاحتلال والاستيطان ، وإما أن تضع نفسها في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها ، فلم يعد مقبولا استمرار الوضع الفلسطيني على حاله في ظل التعنت الإسرائيلي .
في الجهة المقابلة يبرز رئيس الوزراء سلام فياض صاحب مشروع ارساء قواعد مؤسسات الدولة العتيدة الذي لا يرى الامور بمنظار عريقات المتشائم فيما يخص موضوع تأجيل انعقاد الرباعية ، ويقول ان الخلاف الناشئ داخلها وتأجيل اللقاء مؤشر ايجابي على حضور القضية الفلسطينية دوليا ، وان إقرار المجتمع الدولي بجاهزية مؤسسات السلطة الوطنية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في مؤتمر المانحين ، يستدعي الارتقاء بالمسؤولية الوطنية لإنهاء الانقسام والشروع فورا في تنفيذ مبادرة الرئيس للوحدة الوطنية ، ويقول إن استحقاق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في أيلول المقبل هو استحقاق فلسطيني بالمطلق ، وأن على المجتمع الدولي العمل من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بكافة مكوناته وصوره في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية
ولكن ما فائدة الحديث الذي تناهي الى الاسماع عن تعهد فرنسي بالاعتراف بالدولة ، بينما تتحفز الولايات المتحدة لنسف هذه الخطوة باستخدام الفينو وكأنها تقول لاسرائيل امض في بناء المستوطنات وانتهاك المحرمات ، واذا حصل ما نخشاه فهل ستضطر القيادة والرئيس للتخلي عن فكرة المطالبة بالدولة المستقلة ، والتحول للمطالبة بدولة ثنائية القومية في فلسطين التاريخية ، ام اختصارا للشر ، حل السلطة والقاء المسؤولية على عاتق اسرائيل كدولة احتلال ، وننهي بالقول انه لا اكراه في اعتراف الاطراف الدولية والاقليمية بالدولة الفلسطينية ، فهذه خطوة طبيعية نحو انهاء اخر احتلال في الدنيا ، لتنعم منطقة الشرق الاوسط والعالم بالامن والاستقرار ، وينتهي الصراع الدموي ، ويحل الوئام ويسود السلام ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق