الخميس، 5 مايو 2011

لا

لا يا سيادة الرئيس..!!
باسم ابو سمية
ما بال الرئيس ابو مازن وكأنه غير آبه  بما يطرح من  اسماء لاشغال مناصب وزارية على انهم مستقلين وما هم كذلك ، او كأن به مستعجل على اخلاء منصبه  ،  ويمضي وقته  في تفصيل اشخاص على حجم الكراسي الحكومية  فلا بجد سوى اسماء تربعت سابقا على  مقاعد وزارية ، واخفقت في مهمتها او غادرت منصبها الوزاري  لسبب او لاخر  ، الا يتعين  على الرئيس ان لا  يقيس الاخرين على نفس مقاس  ابو مازن  الزاهد  في المنصب  الى حد الادلاء  امام المحتفلين بامصالحة بشهادة  الاعلان عن القرف .
 ولو يا سيادة الرئيس ، اذا كنت انت قرفانا مما آلت البه الاوضاع ،  فماذا يقول  الاف المدفونين  احياء منذ عشرات الاعوام  ، ولماذا تبلونا  باشخاص اقل ما يقال فيهم انهم ليسوا مستقلين مثلما جاء في نصوص اتفاق المصالحة ، اما دولة رئيس الحكومة ، فانا نحترم صمته وتصرفه وكأن شيئا لم يكن ، وكأنه لم يسمع مواقف مختلف الاطراف السياسية من بقائه في رئاسة الحكومة ، وكانه  يقدم نفسه قربانا على مذبح المصالحة  .
هذا من جهة ، ومن جهة اخرى نسأل الرئيس  ورئيس حكومته ، من غير شر ،  ماذا علينا عمله  اذا اكتشفنا ذات يوم  ان طرفا  " ثوريا  " فلسطينيا ما  ، خطط  ودبر وقرر في ليل ، ونفذ عملية عسكرية كتلك التي كانت حماس تقوم بها كلما شعرت ان تقدما ما قد حصل في العملية السياسية خلال وجود  الرئيس الراحل ابو عمار ، فكيف  نتدبر امرنا في حالة كهذه ، وكيف نخرج من مأزق كهذا ؟.
 ندرك ان ثمة اطرافا فلسطينية لا تريد للمصاحة ان تنجح ولا للمفاوضات السياسية ان تفضي الى حل ، ولا لليل الاحتلال ان ينجلي  عن فلسطين ، لان استمرار ايقاع الاوضاع بنفس الوتيرة  يخدم برامجها غير الفلسطينية  وغير الوطنية  بالمطلق ، وهذه الاطراف وان كانت هامشية  ولم تشملها المصالحة ولم تدع اليها ، قد تتسبب في ايذاء القضية الوطنية ، وتصبح  كالبعوضة التي تدمي مقلة الاسد  ، وبالتالي تستفز اسرائيل وتدفعها الى مهاجمة غزة  او المقاطعة في رام الله  ، فتقع الواقعة ويحدث ما لم يكن مفترضا حصوله ، وتفشل  المصالحة  ويضيع الجهد الذي بذل لتحقيقها  هباء منثورا  .
لا نريد لتلك الفئات الهامشية ان تحشرنا  في خانة اليك  وتضعنا تحت مطرقة التهديد  بعرقلة  المصالحة  وتعطل تنفيذها وتفشل مساعي اختيار رئيس الحكومة المستقل الذي لا هو من فتح  ولا هو من حماس ولا من  فصائل اليسار او اليمين  وهذا ما تفق عليه ، ولا حتى  من التنظيمات الهامشية التي تستحق ان نطلق عليها  لقب  المعطلون ، وما قد ينتج عن ذلك من اعادة عجلة القضية الفلسطينية لسنوات كثيرة الى الوراء  ، فلا   نفرح بالمصالحة ولا نحتفل بالوفاق الوطني ، ولا تتشكل حكومة مستقلين او ممن يلبسون عباءاتهم ، ولا يتحقق سلام  او حل سياسي ، وبدل من ذلك نبقى  في حالة شلل تام  ، ويخلو الميدان لحميدان ، وهذا هو بيت القصيد في ضرورة  الاسراع  في تنفيبذ بنود الاتفاق الوليد  بالقلم والورقة  ، وبدون زيادة او نقصان .
هذه هي اللحظة المناسبة  لالتقاط  الفرصة وعدم اضاعتها ،  فلا بد من استخلاص الدروس والعبر من كل ما جرى وما حصل  في السنوات الاربع الماضية والذي تسبب في وضع  فلسطين على حافة  الهاوية ، وليغامر الرئيس ابو مازن في اختيار رئيس واعضاء حكومته من شخصيات  لم يمسها غبار ولم يصبها جنون الاستوزار ، ومن عينة هؤلاء ثمة العشرات بل المئات  من الكوادر الفلسطينية التي ضاقت بها الفيافي والقفار والدول والامصار ،  وهي كوادر متمرسة تتمتع  بكفاءة  وقدرات  ، ومنتمية لفلسطين ،  ويمكن الاعتماد عليها في ادارة  الحكومة  العتيدة  .

نعم انها نقطة الانطلاق  عن حق وحقيق لتجسيد مفهوم استعادة الوحدة الوطنية  وتأليف حكومة من وزراء يتمتعون بالنزاهة ولا يبهرهم بريق المنصب  ، والبوكت موني الكثيرة ، ولا المكاتب الوثيرة ، ولا السيارات الفارهة  ولا المرافقين الكثر ، وزراء يعطون  ولا يأخذون ، فلا يسرقون  ولا يفسدون ، وحكومة بناء واعمار واستقرار يديرها  حريصون على مستقبل الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني ، وتواقون لاعادة اللحمة الى الوطن المفكك  والمبعثر. وتوحيد مختلف الأفرقاء الذين باعد بينهم الانقلاب والانقسام  وما رافقه من مصائب  واهوال ، وليس تنصيب اشخاص يتسببون في اثارة الجدل والبلبلة .
لا يا سيادة  الرئيس ، ليست العقدة  في اعلان قرفك من الاوضاع ، ولا في البحث عن اشخاص لاشغال منصبك وبقية المناصب الحكومية ، فليس اكثر من الكفاءات الفلسطينية التي تملأ الدنيا ، بل  ان العقدة تكمن في ايجاد  اشخاص يسخرون انفسهم لخدمة فلسطين ويبذلون  كل جهد مستطاع  لتحقيق حلم الدولة التي نريد وعاصمتها القدس ، اما ما يتعين على اسرائيل ان تفهمه في هذا السياق ، هو ان اضاعة فرصة الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل ايلول القادم ، سيضعها تحت مطرقة  الاعتراف الدولي بهذه الدولة ولتسفد من الفشل الذي حصده رئيس حكومتها مؤخرا باقناع الدول الاوروبية بعدم تأييد اتفاق المصالحة وعدم الاعتراف بالدولة ..!!  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق