السبت، 4 يونيو 2011

ايكولاي

بكتيريا  (ايكولاي )  والخيار القاتل ..!!
على الرغم من الغموض المسيطر على سبب انتشار البكتيريا المعوية (إيكولاي)، وعلى الرغم من ارتفاع عدد ضحايا هذه البكتيريا، إلا أن الترجيحات كلها تشير إلى أن مصدرها هي الخضار الملوثة وأنواع من السلطات المكونة من الخضر التي فتكت في ألمانيا لتنتشر في الدول الأوروبية المجاورة... حتى الآن ، لا تزال هذه البكتيريا بعيدة عن فلسطين ، وخصوصاً أنها لا تستورد خضارا ولا فواكه  من الدول الأوروبية  ،  إلا أن المخاوف المتعاظمة من سرعة انتشار البكتيريا الفتاكة قد اشاعت  اجواء من الرعب في اوساط الناس .

 
وقد أعلنت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، فاضلة شعيب، أمس، أن نسخة بكتيريا إيشيريكيا كولاي التي أودت بحياة 18 شخصاً في أوروبا، والتي جرى التعرف إليها في ألمانيا، هي نسخة نادرة، وهي معروفة لدى البشر. لكنها أضافت أن تسبب هذه النسخة بعدوى وبائية يعد سابقة . وقالت المنظمة إن الإصابات بالنزف المعوي بلغت أكثر من ألفي إصابة حتى 2 حزيران، وإن 502 شخص أصيبوا بالفشل الكلوي الناجم عن البكتيريا الضارية.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنها سجلت إصابات ببكتيريا «إي كولاي» في 12 بلداً، 10 منها في أوروبا، بالإضافة إلى كل من بريطانيا والولايات المتحدة. ولفتت إلى أن الإصابات هي في كل من ألمانيا والنمسا وتشيكيا والدنمارك وفرنسا وهولندا والنروج وإسبانيا والسويد وسويسرا وبريطانيا وأميركا. وأشارت إلى أن كل الحالات تعود لأشخاص في شمال ألمانيا أو زاروا أخيراً هذه المنطقة، أو كانوا على اتصال بأشخاص من هناك.

ونسأل هل ستتخذ وزارة الصحة إجراءات مسبقة لحصر تأثير هذه البكتيريا ؟  ام انها ستفعل مثلما فعلت في انفلونزا الطيور  حين اكتفت  بالقول ان البلاد خالية من الاصابات وكفى ، ولذلك لم تجلب لقاحات مضادة كافية الا لجماعة الوزارة وابنائهم واحفادهم  .
 نعرف انه حتى الان  لم يستطع الخبراء العالميون تحديد سبب انتقال هذه البكتيريا، ومن غير المعروف كيفية التصدي لها ، ولا طريقة منع الإصابة عبر أدوية أو لقاحات معينة. ولكن درهم وقاية خير من قنطار علاج .
أن الإيكولاي هي بكتيريا موجودة في المصران الغليظ  لدى جميع الناس في العالم ،  وبالتالي هي ليست سامة في الجسم ، إلا أن تحولها إلى بكتيريا سامة جاء بسبب تناول هذه البكتيريا من الفم،  وهي بكتيريا يفرزها الناس في البراز بنحو طبيعي ، لكن ما حدث في إحدى دول أوروبا (لكونه لم تُحدَّد الدولة بدقة) هو أن هذه البكتيريا تناولها سكان إحدى الدول عبر الفم ، ما يعني أن هؤلاء تناولوا مواد غذائية أو شربوا مياهاً عادمة ملوثة.

اما عملية الانتقال فقد حصلت وفق احتمالات عديدة: إما عبر ري الأراضي الزراعية من مياه انهار كانت قد حوّلت إليها مياه الصرف الصحي ما ادى الى تلوث المزروعات بالبكتيريا فتناولها الإنسان عبر الفم وحدثت الإصابات ، وإما أن المواشي في إحدى الدول قد شربت من مياه ملوثة بالصرف الصحي فانتقلت إلى الإنسان عبر اللحم ، وإما أن أساس انتقال هذه البكتيريا إلى فم الإنسان هو المياه نفسها، بحيث شرب الناس مياهاً تسربت إليها مياه الصرف الصحي،  وبالتالي إن المصدر هو الطعام (بمختلف أنواعه) أو مياه الشرب. وفي كل الاحوال فان على وزارة الصحة اتخاذ  تدابير باتأكد من عدم تسرب  مياه الصرف الصحي الى الأراضي الزراعية .

وقد توصل العلماء الذين يتابعون أبحاثهم على السلالة الفتاكة من البكتيريا المعوية (إيكولاي) إلى أنّ بمقدور هذه السلالة الالتصاق بجدران أمعاء المرضى ليتسنى لها إفراز سمومها، ما يسبب الإسهال والقيء. أما في الحالات الحادة، فإنها تسبب تحلل مكونات الدم وانطلاق البولينا، فضلاً عن مهاجمة الكلى، ما يفضي إلى الإصابة بالغيبوبة واعتلال وظائف أعضاء الجسم، وربما السكتة الدماغية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق