الأحد، 27 فبراير 2011

يوميات

مقلوبة  اميركية ..!!
 باسم ابو سمية
            حتى قبل شهرين من اليوم كانت لبنان تبدو  من اكثر الاماكن في الشرق الاوسط  مرشحة للانفجار، فسيطر احساس  بالذعر على الناس وشرع كثير من مثقفين وسياسين معارضين ومؤيدين  في البحث عن اماكن لجوء خارج لبنان ، وبدأ الدبلوماسيون العرب والاجانب وموظفو الهيئات والمنظمات الدولية  في تجهيز حقائبهم استعدادا للمغادرة او الاخلاء في حال اندلاع  الاقتتال الذي سينتهي وفقا لتحليلات المطلعين في حينه  الى احكام حزب الله  ومؤيديه سيطرتهم على البلاد .
واليوم يبدو لبنان اكثر مناطق العالم هدوءا واستقرارا من اي بلد عربي اخر مثلما رام الله ، فليس هناك ما يعكرصفو اهله الذين تعودوا على رغد العيش والرفاهية والاختيال  رغم الفقر  والبطالة التي يمكن مشاهدة اثارها في البلد ، ولا، الناس هنا تعودوا على الفوضى وغياب القانون فان الفراغ السياسي الذي تركه اسقاط الحكومة السابقة وفشل تشكيل حكومة جديدة لم يلق باثاره على حياة اللبنانيين الى ان جاءت الانتفاضات الشعبية لتجتاح دول عربية كثيرة وتجعل من لبنان واحة امان واستقرار ، ولكن بلا حكومة تدير شؤون الناس ، حتى ان صدور القرار الاتهامي لن يكون قادرا على اشعال فتيل الفتنة السياسية او الاقتتال الداخلي  ، فالسياسيون يخشون بعضهم البعض ووسائل الاعلام تذكي الخلافات السياسية وتثير النعرات الطائفية وتعبيء الناس ضد بعضهم البعض ، ومثل هذه التعبئة هي التي يمكن ان تفجر طاقة الناس المخزنة في اية لحظة .
لقد زرعت صور الجماهير العربية وهي تخلع ثوب الاستكانة وتلبس ثوب تغيير الانظمة بعد سنوات من الاستسلام ، الرعب في قلوب الحكام والمحيطين بهم  في كل العواصم العربية  وغير العربية ، واصبح التعامل مع الجموع الغاضبة امرا يتطلب دبلوماسية ناعمة وخاصة ولغة  اخرى غير لغة التهديد والوعيد وتقديم تنازلات وتطبيق ديمقراطية لم يتعود الحكام العرب عليها من قبل، واصبحت المعادلة لدى المستضعفين تقوم على قاعدة اما التحررمن العبودية او الاستشهاد ، والويل لمن ييحاول اعتراض طريق الجماهير .
تلك المشاهد والصور التي تتناقلها محطات التلفزة ليلا ونهارا ، لم تمنعنا من اتخاذ القرار العائلي  ,وفاء وانا باعداد طبخة " مقلوبة "  فلسطينية تقليدية في قلب بيروت على شرف صديقة اميركية قديمة لوفاء  من ايام القدس ، وبلادها اصبحت سببا مباشرا لاندلاع  الثورات الجماهيرية ضد الانظمة العربية ، فعقدنا العزم  واعددنا العدة لاقامة الوليمة وامضينا يوما في التسوق وشراء مكونات الطبخة من ارز ودجاج  وباذنجان  ولوز وصنوبر وحاجيات اخرى من  لزوم ما يلزم  .
قبل الوليمة بيوم واحد كان الطقس على غير عادة منذ فترة طويلة ربيعيا مشمسا ودافئا ، وقررت التجول ي ساحة النجمة بوسط بيروت ، وقادتني قدماي الى مقهى روتانا على بعد امتار قليلة من المطعم الذي قيل ان رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريرى قد تناول فيه غداءه قبل ان يقتل  بتفجير سيارته بعد ذلك بوقت قصير ، وجلست اتفحص كل من في المطعم واحدا واحدا ، فلم ار احدا اعرفه ، وفجأة ظهر الكاتب حازم صاغية  يعبر الساحة من امامي فابتسم والقى التحية وقال انه يحسدني على جلستي الحلوة ، ولو انه ليس مرتبطا بموعد لكان قد انضم الي  ، ورفع  يده مودعا وواصل السير .
كانت الشمس الدافئة تخترق عظامي وتتغلغل في اركاني وتبعث في متعة  لم احس بها منذ وقت طويل ، وعادت بي الذكريات لثلاثين عاما مرت ، وفي تلك الساحة  شاهدت كل من عرفته في تلك الفترة جاؤوا من  رام الله و القدس ومن عواصم اوروبية وعربية ، اشخاص كثيرون زملاء وزميلات ومعارف واقارب واصدقاء الى ساحة النجمة ومروا من امامي ذهابا وايابا عدة مرات ، ولم يتنبه احدهم الى وجودي ، كنت اتابع  المارة من رجال ونساء من وراء النظارات الشمسية وابتسم ، حتى ان اشخاصا لم اكن احترمهم  كانوا يتبخترون بكل وقاحة  في الساحة  ثم يتوارون بين الناس  ، وتوقف المشهد عندما دق جرس هاتفي النقال ، وبعدها  اكملت ارتشاف ما تبقى من الكافيه لاتيه  ، ولم اعد ارى احدا ، وفي تلك الاثناء كان سرب من الحمام يطير بانسياب من بناية لاخرى  لعدة مرات  ثم يحلق فوق الساحة في حركات بهلوانية يعلو ويهبط  مثل سرب طائرات في عرض جوي ، كان المشهد  جميلا وممتعا . 
في اليوم التالي كانت مقلوبتنا اللذيذة تطغى على الاحداث الساخنة في العالم العربي وخصوصا في ليبيا حيث يزداد احكام الخناق على العقيد ، وكانت المقلوبة وليس الثورة موضوعا لحديث شيق عن ذكريات كانت غائبة منذ عقود طويلة حين كنت اعمل في اذاعة مونتي كارلو وكانت الدبلوماسية حينها ملحقا ثقافيا وحكت لنا  مواقف مضحكة حصلت بين الرئيس الراحل ابوعمار في غزة وبين دبلوماسيين غربيين ، وضحكنا كثيرا بصوت عال ، وفجأة قطع ضحكاتنا  خطاب القذافي من فوق الاسوار العالية  وهو يصرخ كالمجانين  زنقة زنقة دار دار ثورة ثورة  ، فضحكنا مرة اخرى وواصلنا  الفتك بالمقلوبة  والتمرغ  في ارزها ودجاجها وباذنجانها  ، وما تبقى من الطبخة فقد وزعناه على الدبلوماسية  الصديقة وعلى جيراننا واصدقائنا اللبنانيين ..!!

مقلوبة اميركية

مقلوبة  اميركية ..!!
 باسم ابو سمية
            حتى قبل شهرين من اليوم كانت لبنان تبدو  من اكثر الاماكن في الشرق الاوسط  مرشحة للانفجار، فسيطر احساس  بالذعر على الناس وشرع كثير من مثقفين وسياسين معارضين ومؤيدين  في البحث عن اماكن لجوء خارج لبنان ، وبدأ الدبلوماسيون العرب والاجانب وموظفو الهيئات والمنظمات الدولية  في تجهيز حقائبهم استعدادا للمغادرة او الاخلاء في حال اندلاع  الاقتتال الذي سينتهي وفقا لتحليلات المطلعين في حينه  الى احكام حزب الله  ومؤيديه سيطرتهم على البلاد .
واليوم يبدو لبنان اكثر مناطق العالم هدوءا واستقرارا من اي بلد عربي اخر مثلما رام الله ، فليس هناك ما يعكرصفو اهله الذين تعودوا على رغد العيش والرفاهية والاختيال  رغم الفقر  والبطالة التي يمكن مشاهدة اثارها في البلد ، ولا، الناس هنا تعودوا على الفوضى وغياب القانون فان الفراغ السياسي الذي تركه اسقاط الحكومة السابقة وفشل تشكيل حكومة جديدة لم يلق باثاره على حياة اللبنانيين الى ان جاءت الانتفاضات الشعبية لتجتاح دول عربية كثيرة وتجعل من لبنان واحة امان واستقرار ، ولكن بلا حكومة تدير شؤون الناس ، حتى ان صدور القرار الاتهامي لن يكون قادرا على اشعال فتيل الفتنة السياسية او الاقتتال الداخلي  ، فالسياسيون يخشون بعضهم البعض ووسائل الاعلام تذكي الخلافات السياسية وتثير النعرات الطائفية وتعبيء الناس ضد بعضهم البعض ، ومثل هذه التعبئة هي التي يمكن ان تفجر طاقة الناس المخزنة في اية لحظة .
لقد زرعت صور الجماهير العربية وهي تخلع ثوب الاستكانة وتلبس ثوب تغيير الانظمة بعد سنوات من الاستسلام ، الرعب في قلوب الحكام والمحيطين بهم  في كل العواصم العربية  وغير العربية ، واصبح التعامل مع الجموع الغاضبة امرا يتطلب دبلوماسية ناعمة وخاصة ولغة  اخرى غير لغة التهديد والوعيد وتقديم تنازلات وتطبيق ديمقراطية لم يتعود الحكام العرب عليها من قبل، واصبحت المعادلة لدى المستضعفين تقوم على قاعدة اما التحررمن العبودية او الاستشهاد ، والويل لمن ييحاول اعتراض طريق الجماهير .
تلك المشاهد والصور التي تتناقلها محطات التلفزة ليلا ونهارا ، لم تمنعنا من اتخاذ القرار العائلي باعداد طبخة " مقلوبة "  فلسطينية تقليدية في قلب بيروت على شرف صديقة اميركية قديمة من ايام القدس ، وبلادها اصبحت سببا مباشرا من اسباب الثورات الجماهيرية ضد الانظمة العربية ، فعقدنا العزم  واعددنا العدة لاقامة الوليمة وامضينا يوما في التسوق وشراء مكونات الطبخة من ارز ودجاج  وباذنجان  ولوز وصنوبر وحاجيات اخرى من  لزوم ما يلزم  .
قبل الوليمة بيوم واحد كان الطقس على غير عادة منذ فترة طويلة ربيعيا مشمسا ودافئا ، وقررت التجول ي ساحة النجمة بوسط بيروت ، وقادتني قدماي الى مقهى روتانا على بعد امتار قليلة من المطعم الذي قيل ان رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريرى قد تناول فيه غداءه قبل ان يقتل  بتفجير سيارته بعد ذلك بوقت قصير ، وجلست اتفحص كل من في المطعم واحدا واحدا ، فلم ار احدا اعرفه ، وفجأة ظهر الكاتب حازم صاغية  يعبر الساحة من امامي فابتسم والقى التحية وقال انه يحسدني على جلستي الحلوة ، ولو انه ليس مرتبطا بموعد لكان قد انضم الي  ، ورفع  يده مودعا وواصل السير .
كانت الشمس الدافئة تخترق عظامي وتتغلغل في اركاني وتبعث في متعة  لم احس بها منذ وقت طويل ، وعادت بي الذكريات لثلاثين عاما مرت ، وفي تلك الساحة  شاهدت كل من عرفته في تلك الفترة في رام الله وفي القدس او في عواصم اوروبية وعربية ، اشخاص كثيرون من زملاء وزميلات ومعارف واقارب واصدقاء جاؤوا من كل الدنيا الى ساحة النجمة ومروا من امامي ذهابا وايابا عدة مرات ، ولم يتنبه احدهم الى وجودي ، حتى تلك الصبية  الجميلة ذات الثوب القصير التي عبرت من امامي قبل قليل ،  وكنت اتابع  المارة من رجال ونساء من وراء النظارات الشمسة وابتسم ، حتى ان اشخاصا لم اكن لهم الاحترام شاهدتهم يختالون في الساحة  ثم يتوارون بين الناس  ، وتوقف المشهد عندما دق جرس هاتفي النقال ، وبعد انتهاء المكالمة  اكملت ارتشاف ما تبقى من الكافيه لاتيه  ، ولم اعد ارى احدا من هؤلاء  ، وفي تلك اللحظات كان سرب من الحمام يطير من بناية الى اخرى لعدة مرات  ثم يحلق فوق الساحة في حركات بهلوانية  مثل سرب طائرات في عرض جوي ، لقد كان المنظر جميلا وممتعا . 
في اليوم التالي كانت مقلوبتنا اللذيذة تطغى على الاحداث الساخنة في العالم العربي وخصوصا في ليبيا حيث يزداد احكام الخناق على العقيد ، وكانت المقلوبة وليس الثورة موضوعا لحديث شيق عن ذكريات كانت غائبة منذ عقود طويلة حين كنت اعمل في اذاعة مونتي كارلو وكانت الدبلوماسية حينها ملحقا ثقافيا وحكت لنا مواقف مضحكة حصلت بين الرئيس الراحل ابوعمار في غزة وبين دبلوماسيين غربيين ، وضحكنا كثيرا بصوت عال ، وفجأة قطع ضحكاتنا  خطاب القذافي من فوق الاسوارالعالية  وهو يصرخ كالمجانين  زنقة زنقة دار دار ثورة ثورة  ، فضحكنا مرة اخرى وانتقلنا الى مائدة الطعام لنفتك بالمقلوبة  فتمرغنا في ارزها ودجاجها وباذنجانها  ، وما تبقى من الطبخة فقد وزعناه على الدبلوماسية  الصديقة وعلى جيراننا واصدقائنا اللبنانيين ..!!

السبت، 26 فبراير 2011


لا ابو مازن ولا فياض ..!!
 باسم ابو سمية
يقولون من يقدم السبت يلاقي  الحد ،  وبما ان الانظمة العربية نصفها مشلول والنصف الاخر مشغول  في ترتيب حقائبه استعدادا للرحيل  ، وفي كلتي الحالين فان االطرفين في وضع صعب ، فلا يوجد من يملك زمام المبادرة والاقتراحات ، والمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية متوقفة ، والمصالحة الداخلية معطلة لان حماس لا تريدها ، وحكومة الدكتور سلام فياض في رام الله  تنتظر مقترحات فيس بوك لتشكيل حكومة شبابية ، فثمة مبادرة او هي مجرد فكرة خاضعة اما للقبول او الرفض   ولا خيار ثالثا  .. .
الفكرة تقوم على اقتراح بقيام  القيادة الفلسطينية بعمل شيء  ينفع  الامة الغربية  ويدخلها سجل الشرف وهي مبادرة بسيطة وسهلة  وتتعلق  بوقف شلال الدم المتدفق  من الثائرين  في شوارع العواصم  العربية الثائرة في وقت  يه العرب شعوبا وحكاما احوج ما يكونوا  الى طبيب يضمد جراحهم الجسدية والمعنوية ، فالاوضاع  تسير من سيء الى اسوأ بدءا من طرابلس الليبية  حيث يختبيء العقيد خلف اسوار العزيزية وصولا الى صنعاء اليمينة حيث يخزن ابو صالح في ساعات ما بعد الظهر  ما لذ وطاب من القات  الفاخر ضاربا بعرض الحائط ما يفعله المحتجون والمتظاهرون   ومرورا بتونس والقاهرة  والمنامة  وعمان  وبغداد والجزائر وموريتنانيا ، وهي مناطق  اصبحت خطيرة  وغير آمنة  ..
 هذا التدهور المتتالي  في بلاد العرب يحتاج الى قيادة انقاذ شجاعة ومغامرة وذات عقل نير وقلب جسور ولا يمتلك هذه الاوصاف الا قيادة خاضت الحروب وصنعت الثورات واكتسبت الخبرات وسبرت اغوار الحوارات والمفاوضات والمصالحات وسبق لها ان حققت نجاحات وسجلت انتصارات واوقفت نزيف دماء جماهير كثيرة ، لكنها فشلت في وقف نزيف جماهيرها في غزة والضفة والقدس فانطبق عليها  المثل  القائل : باب النجار مخلع .
 بعد تفكيرطويل واخذ وعطاء لم اجد سوى القيادة الفلسطينية للقيام بهذه المهمة الوطنية لا بل القومية والانسانية والتاريخية ، وتحديدا  الرئيس ابومازن ورئيس الحكومة د. سلام فياض  ليقوما بجولة يطوفان خلالها على جميع العواصم االملتهبة تبدأ بليبيا واقناع زعمائها بترك شعوبهم في حالها  والمغادرة الى اي مكان في العالم ، لقضاء ما تبقى من العمر على شواطيء البحار وضفاف الانهار وبين احضان الطبيعة بعيدا عن قرف الشعوب ومشاكلها التي لا تنتهي  .
ان شئتم قصدقوا وان لم تشاؤوا فلا تصدقوا  ، فما قلته ليس كراهية لاحد  انما محاولة للبحث عن اشياء مفيدة لاكبر رجلين في البلد  لعلهما يشغلان نفسبهما بدلا من قضاء الوقت في المقت  وسمة البدن  والمناكفة ، فمهمة انسانية من هذا النوع  قد تدخلهما  التاريخ من اوسع ابوابه وترفع عنهما بعضا مما يعانياه من كمد ، فالاشغال كلها متوقفة  وابواب المفاوضات مقفلة  والقضية الفلسطينية طويت الى اجل غير مسمى ، وحماس ترفض الحوار ولا تريد المصالحة الا بعد ان الانتخابات المصرية ، ولا تريد المشاركة في حكومة يرئسها د. سلام فياض  .
لا اريد للرئيس ولا لرئيس الحكومة ان يصابا بالاكتئاب نتيجة جلوسهما الطويل في مكتبيهما وتوقيع الكتب  الرسمية ومشاهدة محطات التلفزة تعرض مشاهد تقشعر لها الابدان لما يجري في العالم العربي ، او التفكير كل الوقت بالنحس الذي اصاب الانظمة وكيف انهم تركونا في منتصف الطريق قبل ان تحل القضية وتقوم الدولة ، فلو شدوا حيلهم قليلا  لاقمنا الدولة وخققنا الاستقلال وبعد ذلك فليذهب كل منهم الى حيث القت  ، اليس هذا  افضل من استقبال  ضيف ثقيل الدم او مبعوث اجنبي  يحمل الهم والغم ، او الالتقاء  بنفس الاشخاص  الذين يدقون ابوابهما كل يوم ، وهم ليسوا الا حفنة من المنافقين وطالبي المساعدات ، وبالتأكيد فان المهمة المقترحة افضل الف مرة من الاستماع  الى النكات السخيفة من بعض المتخصصين بالقائها  ، ومن اصدار المراسيم بتعيين هذا وعزل ذاك  ونقل ثالث وطرد رابع ، او الاستماع الى ابداعات مستشار يحلل ووزير يحرم  وقراءة تقارير تفيد بان فلان شتم السلطة وعلان انتقد وزير الاوقاف غير الفتحاوي الذي لم يشمله قرار منع اعضاء فتح ومؤسساتها من التعرض لقطر ولحكامها .
او لنقل ، وهذا كلام اهم من كل ما سبقه من هرطقة ، بان تعليق عضوية ليبيا في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ، بفتح المجال امام القيادة لترشح  احد دهاقنتها  كعضو مراقب في المجلس خصوصا وان سفراءها في العالم اكثر خبرة من سفراء امريكا وروسيا ودول اوروبا في العمل السياسي والبدلوماسي ، فسفراؤنا  حاصلون على شهادات سفلى وليست عليا  ، ولديى كل منهم  مسشار اعلامي لم يعرف من الاعلام سوى مشاهدة التلفزيون وثقافي لم  يقرا  اكثر من التقارير الكيدية في  مكتب الرئيس ، ونائب سفير درس ولم يتفقه ، وسفير بلا وظيفة  طرد من الحاشية لاسباب لا تزال مجهولة  ، ومن شان العضوية في مجلس حقوق الانسان ان تشغل القيادة في اشياء مفيدة وتبقيها  على خط متابعة التحركات الدولية  فلا تترك  مجالا لدولة غربية او لاسرائيل لاحتلال المقعد الشاغر.
اخيرا ،  لا تجزعوا  فكل ما ذكر  كان مجرد فكرة  ، او الاصح  تهيئات غير واقعية من باب السفسطة ، فلا تصدقوها، فالرئيس من خيرة الرجال واطيب الناس وافضلهم ،  ورئيس الحكومة صاحبنا ورجل محترم وفهمان ومتواضع  وخبير في ادارة المال العام وشؤون الدولة  واعداد المشاريع ، اما الاخوة السفراء فهم عباقرة وليس فيهم واحد الا وحائز على ثلاث شهادات دكتوراة على اقل تقدير في القانون الدولي  والسياسة والاقتصاد  وما الى ذلك  ، ومنهم شعراء وفنانون وكتاب يؤلفون3  قصائد او يكتبون رواية في اليوم الواحد ، اما بقية اركان القيادة فبلا  اخطاء ولا تجاوزات ، ويحتلون القلوب والعقول وتعشقهم الجماهير ،  ولا يوجد سبب واحد للانقلاب عليهم   في المدى القريب ، على الاقل  ، وليضعوا  في بطونهم  بطيخ  صيفي وايديهم وارجلهم في ماء بارد ..!!